Wednesday, October 15, 2008

هامش



كنت، ومازلت إلى حد ما، أحب اقتناء الكتب القديمة من أسواق الكتب المستعملة، وأكثر ما يثيرني في تلك الكتب: الهوامش

هوامش القراء السابقين، فهناك متعة خاصة في مراقبة تدويناتهم على صفحات الكتاب أو الرواية أو المسرحية أو الشعر، كأنك تتصفح كتابين في وقت واحد

وأنا رأيت الكثير من الهوامش الخطية، سألخصها هنا:

محاولات بعض القراء نظم شعر في الصفحات الأخيرة الخالية على غرار نمط شاعر الديوان، وغالبًا لا تكون لهذه الأشعار معنى، ويضحكني كثير قراءتها بعد قراءتي للديوان الأصلي.

إبداء آراء حول العمل ككل، فمثلا أثناء قراءتي للرواية أرى على صدرها عبارة: أجمل أعمال هذا الكاتب هذه الرواية وأخرى (يذكر اسمها).

تظليل بعض العبارات الجميلة، والتي تلفت النظر ويصلح الاستشهاد بها، أو وضع علامات على القصائد المميزة ويكتب أعلاها (حسّيت بيها!)

وأجمل أنواع الهوامش التي رأيتها كذا مرة، والتي قراءتها ممتعة جدًا، هي التي تنقد العمل نفسه، فمثلا في أكثر من رواية ومسرحية وجدت مثلا (تغير موقف البطل هنا عما كان في ص61)، أو (لو قال .. لكان أفضل، لما في هذا من التدرج وتجنب التكرار)، وفي إحدى المسرحيات عندما ترك البطل الناس في موقف متأزم عندما لمح حبيبته فذهب إليها وناجاها في مشهد طويل، فكتب القارئ السابق هذه العبارة (وهل هذا وقتٌ مناسبٌ للحب يا فلان)!

وفي أحدى دواوين الشاعر السوري: نزار قباني، المستعملة، وجدت هذه المقدمة بنصها على صفحة العنوان الداخلية :

"بالرغم من أسلوبه الفاضح إلا أنني بحاجة هذه الأيام لقراءة أي شيء تافه، قد زهدت نفسي قراءة الكتب الدسمة لكاتبي المفضل مصطفى محمود، أني بحاجة إلى شيء لا أدريه، ابحث بداخلي عن شيء آخر لكن لا أعرف ما هو؛ ربي أخرجني من أيامي هذه ، أن هذا الشعور يقتلني، يشل تفكيري، يجعلني أسيرته، وأكره أن أكون أسيرة لأحد مهما كان حبه عندي."

بوسي

27/9/80


حاولت أن اقرأ ما بين السطور في هذه المقدمة ولم أفلح للأسف سوى أنها حالة اكتئاب؛ بقى أن تعرف أن عمر كاتبة هذه المقدمة الغريبة ربما كان حينئذ 12 عامًا فقط لأنها كتبت أن هذا الديوان: هدية من "هدى" في عيد ميلادها الثاني عشر!!؛ مَن أنتِ يا "بوسي" ؟!

2 comments:

HaNoDa said...

أولا مبروك البلوج الجميل ده

ثانيا بالنسبه للهوامش هيا فعلا بتبقي ممتعه وخصوصا لو في تعليقات طريفه ..

اناغالبا مش بحب الورق القديم بس بيستهويني جدا لو لقيت قلم حبر عليه او اي لون غريب ..واحب اعرف تعليق اللي قراه علي الورق يمكن يشحعني اني اقرا الكتاب كله من تعليق علي الهامش
احسنت المقال .
ومبروك البلوج مره تانيه

أحمد فضيض said...

@hanoda

الله يبارك فيكي
وأنا توقفت مؤقتا عن شراء الكتب القديمة جدًا حتى وجود أماكن خفيّة أخرى لتخزينها
^_^

لأن عيوبها بالتأكيد تكمن في مظهرا السيء وغلافها المقطوع غالبا والذي يجعل الجميع ينظر لي ولسان حالة يقول:
ده منظر كتب تشتريها دي :D

---

شكرًا لمرورك ومدونتكن المشتركة من اللواتي أتابعها دائما منذ أول موضوع بها
:)