Monday, January 5, 2009

ليلة الكريسماس السلطانية









ليلة الكريسماس السلطانية




(1)

وَضعَ السلطانُ دستورًا جديدْ

ثم نادى ..

« يا جنود! ..

إقرءوهُ في الإذاعاتِ ..

وفي كل المَنابِرْ ..

والجَرائدْ ..

والحشودْ


واسبقوه دائمًا باسمي ..

ففي الاسم البشارة ..

والحضارة ..

والخلودْ


ابدءوهُ دائما باسمي ..

فيتلوه السجودْ!


يا جنود! »


(2)

نَهَضَ السلطانُ من مَجلِسهِ ..

ومضى نحوَ مقاصيرِ الحريمْ


 جَولةٌ أخرى ..

 وخَصْرٌ مائلٌ ..

قد تعلّم – في الهَوى – أن يستكينْ

وأَنِينْ ..

«عُذْتُ بالرحمنِ مِن هذا الجحيمْ!»


 (3)

يدْخلُ الكُهَّانُ ..

أفواجًا .. وأمواجًا ..

فمِن أينَ يجيئونَ ..

ومِن أين الطلوعْ؟


زحفوا كالنملِ ..

من نافذةِ القصرِ ..

ومن مَقْعَدَةِ الكرسي ..

ومن فُرْجَةِ بابْ

وعلى الوجهِ تعاليمُ الخضوعْ!


حطّموا آنيةَ الوردِ ..

وتمثالاً يونانيًا ..

وعيدانَ الشموعْ


باركوا الدستورَ ..

قالوا أنه ..

«نَهضةُ العصرِ ..

وما ثَمَّ رُجُوعْ»


قرءوا أنجيلهمْ ..

فتّشوا قرآنهمْ ..

ثم صاحوا ..

«إنكَ المذكورُ في صَدْرِ الكتابْ»

يقرءون ..

«يخرجُ الآن ..

على الخَدِّ .. جراحاتُ المسيحِ ..

وعلى الجِسْمِ .. قميصٌ للحُسَيْنْ.

*

يا عبادي ..

هذه مُعْجَزَتي! ..

لا أكرّر مُعجزاتي مَرّتَينْ.»


(4)

يفتحُ السلطانُ صندوقَ الرسائلْ ..

ويُطالِعْ ..

« دُمتَ يا مولايَ ..

في رَغْدٍ .. سنواتٍ مديدهْ.» 

*

«أيها السلطانُ ..

يفديكَ الملايينَ مِن الشعبِ ..

ويأتيكَ مزيده!.»

*

«سيدي السلطان .. أَشكُو ...!!»

*

«سيدي .. هَذي قصيدهْ!.»

*

«بنكُ أمريكا يحييكَ ..

وتقريرُ الحساباتِ عن العامِ الجديدْ ..

والإضافاتِ الجديدهْ.»

*

«أيها السلطانُ .. إحذرْ! ..

غضبةُ اللهِ شديدهْ!»


(5)

تحضرُ المحظيّةُ الإبريقَ ..

والماءَ المُعَطّر!


تَسكُبُ المحظيّةُ الماءَ على الوجهِ المُظفّرْ!


«ما الذي ترجوهُ يا مولايَ في العامِ الجديد؟»

يضحكُ السلطانُ ..

«أرجو ألفَ مليونٍ جديد! .. »

يطفأُ الأنوارَ ..

« أيضًا .. مِنكِ مليونَ حفيد!»


**

يناير 2009


8 comments:

HaNoDa said...

اعجز عن الرد امام تلك الرائعه

حقيقي هايله بجد

ماشاء الله فيها الفاظ جديده

وصورها ..بجد عجبتني جدا
---------------------------
ما الذي ترجوهُ يا مولايَ في العامِ الجديد؟»
يضحكُ السلطانُ ..
«أرجو ألفَ مليونٍ جديد! .. »
يطفأُ الأنوارَ ..
« أيضًا .. مِنكِ مليونَ حفيد!»
---------------------

خاتمه طبعا ولا اروع من كده

حقيقي شعر حضرتك ليه طابع خاص

بارك الله في قلمك

وسوري علي التقصير في الرد ..بس ظروف الامتحان بقي وكده

في انتظار جديدك دايما

Unknown said...

حلوة أوي يا أحمد ..
العنوان في حد ذاته له طابع خاص :D

وقصيدتك السياسية تذكرني بمطر ولكن على أطول شوية ..

"
يا عبادي ..
هذه مُعْجَزَتي! ..
لا أكرّر مُعجزاتي مَرّتَينْ.»

"

:D
قوووية ..

أنا خلصت قصيدتي ايضاً بدافع الغيرة :P

أحمد فضيض said...

@ HaNoDa

د.هنودة
آه نعم صور جديدة أظن دي أول قصيدة فيها صورة واحد بيطالع إيميله وبيشوف الجديد في الإينبوكس :D

هذا هو التجديد بحق :D

بمزح

ومحستش بالتقصير في ردك (الأول ^_^) إذن فالأسف غير مقبول

:D

-----------

@ AmR

آه عارف شفت البقية بس كانت نهايتها هتكون أحلى لو مطلعتش بدافع الغيرة

:P

Anonymous said...

أخي الحبيب أحمد

أحييك على هذه الرائعة والتي أراك متأثرا فيها بالشعر المسرحي فجعلت كل مقطع كمشهد مستقل، ولعل لي رأيا بشأن الشعر المسرحي وهو أنه فن جميل ومطلوب لكنه يخرج عن النزعة الموسيقية في الشعر إلا في مقاطعه القصيرة جدا وهذا ما لمسته في شعر شوقي المسرحي لإن أن الشاعر يلزم بصورة معينه أو مشهد معين قد يحمله مع رغبته في إقامة الوزن على التخلي عن سلاسة البناء،

ومع هذا أجد قصيدتك فتية المبنى عميقة المعنى

موفق دائما يا أخي العزيز

مودتي

:)

أحمد فضيض said...

وأخي الأحب


هي كما قلت وكما تخيلتها أثناء الكتابة، كأنها فصل مسرحي يضم خمس مشاهد سريعة وقصيرة على طراز المسرحيات الحديثة

وأما بالنسبة للمسرحيات الشعرية، فشوقي كما قال وضع الأساس القوي لذلك، ربما ضاعت بعض قواعد المشهد في النصف إلا أنه حافظ على الفكرة النهائية ...

ويعود سبب ذلك لأن شوقي كان بسبب طاقاته الشعرية المتفجرة يكتب الثلاث مسرحيات في وقت واحد!، فيقول لسكرتيره اكتب كذا في المسرحية الفلانية، ثم يصمت ويقول واكتب كذا في الأخرى!!

كما أنه خلال كتاتبته لها لم ينقطع عن كتابة القصائد المستقلة في الرثاء والاجتماعيات والمديح!

فكان من حق ذلك أن يفقد بعض الاتزان في المشاهد المسرحية

إلا أنه أتى بمعجزة فعلا وفتح جديد

وعلى أي حال فالرواد الذين حملوا الراية من بعده في مجال المسرح، توافر لهم الوقت والإطلاع على التجارب المسرحية حول العالم، ليخرجوا لنا دررا مسرحية ..

دمت بود :)

حسام said...

رائعة حقا
و اجمل ما لفت انتباهي لها انك تضم بين مساوئ الحكام على مر العصور منذ ان كانو يلجأون الى الكهنة الى ان لجاوا لبنوك امريكا
و مع الاسف نظام المحظيات لم يختلف كثيرا وان اختلف التكنيك و التبرير

بنكُ أمريكا يحييكَ ..


وتقريرُ الحساباتِ عن العامِ الجديدْ ..


والإضافاتِ الجديدهْ

هذا الجزء احدث تغيير مفاجئ عندي في الزمن بالرغم من كلمة الدستور و التي تعتبر حيثة ايضا

ولكن هذه النقلة الزمنية حقا رائعة
انا كما تعرف ليس لي علم بقواعد الشعر ولكن اعجبتني جدا جدا

HaNoDa said...

احم احم

انا شكلي اتفهمت غلط ولا ايه ؟؟!
------------------------
نعم صور جديدة أظن دي أول قصيدة فيها صورة واحد بيطالع إيميله وبيشوف الجديد في الإينبوكس :D
----------------------
مقصدتش الصوره ..قصدت التصوير اللي في القصيده ...

هذا هو التجديد بحق

:D
-------
ومحستش بالتقصير في ردك (الأول ^_^) إذن فالأسف غير مقبول

كنت اقصد التقصير في الرد عموما علي معظم البوستات رغم اعجابي بها
:D

أحمد فضيض said...

---
@ حسام

سعدت بردك الواعي :)

لا أملك ردًا إلا الموافقة
..

والشعر
--
انا كما تعرف ليس لي علم بقواعد الشعر ولكن اعجبتني جدا جدا
--

افتخر بهذا، فمن يكتب قصيدة لا يفهمها إلا النخبة بسبب ألفاظها لمعقدة وصورها الغامضة، فهو شاعر يستحق الرثاء

:)

=====

@ HaNoDa

لا أدري لماذا يساء تفسير ردودي :D

فهمت مقصدك ولكن لم أرغب في الرد بشكل تقليدي بالشكر على ثنائك ..

فأحببت المزاح كالعادة :D

--
وحقيقي لم أشعر بتقصيرك فالأسف أيضًا غير مقبول إن شاء الله للأبد :D