Wednesday, February 11, 2009

الممارسة .. لأنها الأكثر تأثيرًا!

صورة الزعيم غاندي أثناء مسيرة الملح وهو يلتقط بعض حجارة الملح من شاطئ البحر

كان المهاتما غاندي (1869 - 1948) يقول: أن مقدار أوقية ضئيلة من الممارسة والتطبيق الفعلي يساوي أكثر من طن من كلام الوعظ والدعوة الدينية .. وكان هو المطبق الأول لمقولته، وتشهد على ذلك مسيرة الملح التي قام بها متحديًا الحكومة البريطانية لقيامها باحتكار صناعة الملح في الأراضي الهندية من أجل توفير جزء من احتياجات جيشها المالية من وراء هذا القرار، وسجن أي هندي يجرأ على صناعة الملح منزليًا؛ وكتب المهاتما غاندي عن ذلك الاستغلال السيئ وتكلم واعترض، وعندما لم يجد للكلام معنى، قام بمسيرته نحو البحر ليصنع الملح بيده وقال إني لا أشتري ملح الاحتلال مادمت أستطيع صناعة ملحي بنفسي، وعاقبته قوات الاحتلال بالسجن ولكن بعد ما حقق بالممارسة والتطبيق الفعلي درسًا غاليًا في معنى المقاومة، واحتفظ التاريخ بمعاني هذه المسيرة ونسى ما قاله غاندي قبلها، وكأن كلامه السابق كان الملح الذي ذاب في الماء.

فالكلام سهل ولكن أنت الذي تعطيه بتصرفاتك معنى، وربما ستكون تصرفاتك بسيطة ولكن معناها سيكون كبيرًا جدًا، والأمثلة كثيرة، فبدلا من استياءك من أن صاحب محل الحلاقة يضع الكثير من المجلات الفنية لتسلية الزبائن فيما لا ينفع أثناء فترات الانتظار، فيمكنك في المرة القادمة لذهابك أن تأخذ معك مجموعة أعداد من مجلاتك الإسلامية، وأتركها عنده، ثق أنه لن يمانع ذلك بل ربما سيشكرك على هذا الفعل، فلا أحد يرفض شيئًا مجانيًا.

وكذلك بدلا من اعتراضك المستمر على قيام سائق الميكروباص بتشغيل الأغاني بصوت مرتفع ومنفر، اصحب معك في حقيبتك دائمًا شريط إسلامي، لشيخ يمتاز بالأسلوب المحبب واللغة السهلة، وأعطها لسائق الميكروباص أو التاكسي الذي ستستقله في رحلة ذهابك أو عودتك من العمل، ربما بدافع الأدب سيقبل ذلك منك، وربما سيطلب الاحتفاظ به، والمحاولة لن تضر!

وحاول شراء مجموعة من الكتيبات الإسلامية ووضعها في مكتبة المسجد، وإن لم يكن لدى جامع منطقتك هذه المكتبة، فاقنع خادم المسجد أن الأمر لا يتعدى بضعة رفوف خشبية ذوات السعر الزهيد وستتكفل أنت بثمنه، أليس كذلك؟!

واغتنم حلول ذكرى أيام ميلاد أصدقائك، واهدي لهم كتاب إسلامي فخم التجليد، وغلفه وقدمه لهم، سيدفعه شكل الكتاب القيم إلى قراءته، حتى وإن لم يكن من محبي القراءة، لأن العين دائمًا ما تشتهي الأشياء الجميلة.

ويقولون أن أولياء الله هم من يذكّرون من ينظر إليهم بالله تعالى ، بمجرد النظر فقط، فكن أنت حسن الهيئة واحمل معك المصحف دائمًا واقرأ منه في أي وقت فراغ وداخل وسائل المواصلات، فمن سينظر إليك سيتذكر الله تعالى، وكأنك ترفع فوق رأسك يافطة كبيرة كُتب عليها (اذكر الله!)، وعوّد لسانك على حكم القرآن الكريم، والأحاديث الشريفة، وأبيات الحكمة الإسلامية، واستخدمها بين طيات حديثك المعتاد مع أصدقائك ببساطة من غير تكلّف، فكل هذه طرق غير مباشرة لغرس هذه الآداب الإسلامية في تصرفاتهم، وتأكد أن هذا الغرس سيثمر في وقتٍ ما.

2 comments:

Rehab said...

تدوينة رائعة
بالفعل الممارسة أكثر تأثيرا!
و لكننا شعب تعود أن يتكلم:D!
بالمناسبة الوجوه السوداء رااااااااااااائعة!
ذكرتنى بنسمة:d

أحمد فضيض said...

وأنا الآن افتكرت ياسمين من المدرسة الإعدادية اللي كنت بستشهد قدام أختي وهي معانا بأن ياسمين بتشبه صورة الفتاة الأفريقية السوداء اللي في كتاب الجغرافيا معانا لو بس حلقت شعرها وغيرت لون بشرتها :D

كان في شبه كبير فعلا بيضايقها :D

والكلام سهل فعلا وده بيضايق برضه

شكرًا :)