Sunday, October 11, 2009

رسائل متبادلة - (2)

الرسائل عددها محدود للغاية وليس لها ترتيب زمني حقيقي، وكل الظن أن السبب هو وضع الخصوصية، خاصة أن أدب الرسائل غير شائع في العالم العربي، وهاهما رسالتان من «عفاف» إلى «ثروت»





من لوزان ..


.. وصلتني رسالتك الآن، وقد فرحت بها كالأطفال .. فلم أكن أعلم أنك مازلت تحمل لي كل هذا الود وكل هذه المشاعر، ولعل هذه المشاعر الحلوة .. هي .. هي .. التي تساعدنا على تحمل تبعات الحياة، وفي نظري أن أجمل شيء في الوجود هو أن يحس المرء أن لقلبه .. قلبًا يخفق له .. وأن لروحه روحا تتلهف عليه .. وإلا .. فلا كانت الحياة .. ولا كانت الأيام




سعدت جدًا بأخبار العمل الجديد مع «الهوني» .. ولا يسعني أن أدعو أن يوفقك الله في كل ما تسعى إليه مادمت تصون ودِّي وترعى غيبتي: كيف حال الأطفال؟؟ والمدرسة .. وأرجو ألا تتأخر عن ميعاد الملحق ..
بقى لي ساعة ماشية أبحث لنجيب محفوظ على مربى للسكر، لأن في «لوزان» لا يوجد إلا أجزخانة واحدة وقد وجدتها!!، ولقيت له رز ومكرونة لمرضى السكر فاشتريت له كميات قليلة، ولكن إذ كان حيستعملهم ومش حايخاف منهم أجيب له كمان ..


وحشتني والبعد خلاني أنسى كل أخطائك، ولم أعد أراك إلا لطيفا ورفيقا حانيا، أرجو أن تبطل كل أدوية السكر الجديدة، وهذا رأي الدكتور «ماك»، وقد أصرّ على ذلك في كشفه على بابا.


أقبلك .. وأرجو أن تكتب لي باستمرار .. وحتى وإن لم تشعر بالرغبة في ذلك .. أقبل الأطفال وأقبلك


                عفاف



°°   
   




من لوزان ..


ما أسعدني بتلك الجنة التي أملكها في أعماق قلبك .. فهناك كهفي .. وحياتي .. وأمني ومفزعي .. كيف لا أتيه .. ولا يستبد بي الغرور .. وأنا أشعر بثبات الأرض تحت قدميّ .. وأشعر بحبك لي يساندني .. ويملأ الدنيا من حولي .. ولكن كل ما أرجوه من الله .. ألا يبقيني لحظة واحدة .. إذا فقدت مكاني .. في أعماق أعماق نفسك ..


لم استطع طوال حياتي أن أعاملك كزوجة .. بل كنت دائمًا أحاول أن أظل كما كنت، وكما سأظل حبيبة .. وكنت أتمنى ذلك .. ولكن يبدو أنه من الصعب عليك أن تلبي لي هذه الرغبة، لأنك تعلم جيدا أننا زوجان منذ أكثر من خمسة عشر عامًا ..


وصلني رسالتك أمس .. وفرحت بكل حرف فيها .. فقد كنت أخشى أن تكتب لي كما يكتب كل زوج في ظرف كهذا .. وقد ازداد في قلبي الحنين وتمنيت أن أراك، وأن أسمع منك ما لا تقوله إلا لي .. وأن أقلو لك .. ما لا أقوله إلا لك ..


وإن أجمل ما في حياتي هو أن أحبك .. وأن أحس بحبك لي .. هذا هو أجمل ما في حياتي .. بل هو كل حياتي ..

عفاف

 

2 comments:

Rehab said...

كلماتها تضاهى كلماته روعة بنفس البساطة غير المتكلفة:D

أحمد فضيض said...

والدها الشاعر العملاق: عزيز أباظة .. كان يفضل أسلوبها الأدبي على أسلوب زوجها الأديب ثروت أباظة :D

بس مكنتش بتباهي بكده عشان متضايقهوش :D