طموح

بجوار منزلنا عقار قيد الإنشاء لم يتبق إلا القليل ليصبح جاهزًا للسكن، وعائلة البواب المكونة من أربع أفراد«البواب وزوجته والصغيران ابنته وابنه» يشغلون الجراج كمحل إقامتهم، ولكن لأن الطموح لا حدود له، فأن هذا البواب يملك سيارة «فيات» موديل قديم ولكنها صالحة للعمل!، يهتم بها يوميًا بعد فراغه من تنظيف ومسح عربات الزبائن من سكان العمارات المجاورة، وربما تكون هذه ميزة امتلاك البواب لسيارة وهي نظافتها على الدوام، فلا أتذكر أني رأيت ذرة تراب عليها، وهو لا يكتفي بذلك أقصد بمجرد امتلاكه لسيارة، بل بذكاء اقتصادي قرر تحويلها بشكل غير قانوني إلى «تاكسي» دون طلائها بالألوان الخاصة بذلك أو تغيير نوع ترخيصها، وكخطوة أخرى واستغلالا لبداية العام الدراسي هذا، أصبح يتخذها كوسيلة لنقل التلاميذ إلى المدارس، كما أنها مصدر ملهاة ولعبة بالنسبة لابنته الصغيرة.

ليس هذا فقط!، عرفت أيضًا أنه يملك «رافعة كهربية» التي تستخدم لرفع عربات اليد المحملة بالطوب والأسمنت أثناء البناء، ويكسب من تأجيرها بأسعار منافسة للغير، اعتمادا على معارفه ممن يعملون في مواقع البناء، وهذا الأمر يحقق نجاحا.

وأعتقد أنه لا حاجة للقول أن أسرته الصغيرة تجتمع كل مساء داخل الجراج حول التليفزيون لمشاهدة القنوات الفضائية المختلفة.

ماذا أقول؟، لا بأس بجملة على طراز أسلوب كتب التنمية البشرية!:

 طعم النجاح يسبب الإدمان، لا يهم حالك عند البدء، ولكن انتظر لترى كيف ستصبح!

أنعش طموحك :)