Thursday, October 8, 2009

تعلم كيف تصنع نوتة


أخي هو كاتب هذه الذكريات التالية منذ مدة طويلة، ومازلت أذكر أيام هذا المعمل البائس :D








"الحصه دى مكتبه"..  قالها استاذ اللغه العربيه لفصلنا العزيز (1-17)
أثارت الجملة فى البدايه دهشتى ..ليس لأنى ذاهب الى المكتبه ولكن لانى علمت ان فى  مدرستى  مكتبه .. فإن مدرستنا لا يوجد بها مدرسه اذا صح التعبير فمن اين تأتى المكتبه!!


طالت دهشتى حتى وصلنا المكتبه .. فى البدايه وجدت الامر مملا .. لا يوجد كتاب اثارنى  للقراءه  وانا ايضا ليس من هواه القراءه .. فانا افضل ان تتبدل هذه الحصه بحصه مفيده لى  كحصه الالعاب او الى حصه زراعه لكى اهرب من المدرسه من خلال سور معمل الزراعة.

استمرت حاله الملل فى هذه المكتبه اللعينه .. الا ان لفت نظرى اسم كتاب .. جعلنى احب هذه الحصه اعتبرت نفسى محظوظا لذهابى الى المكتبه هذا اليوم .. نعم فانا احببت ذلك الكتاب .. وجدته كبيرا بعض الشئ .. بالتأكيد لن استطع قرائته فى وقت الحصه الضيق .. لابد ان أسال عن إمكانيه أستعارته فى نهايه الحصه ..


سارعت يداى لالتقاط  كتاب "كيف تصبح عالم صغير " نعم انه ذلك الاسم اللذى جعلنى احب الكتاب قبل قراءته ..


بدأت القراءه فى لهفه وشوق وكلى امل وحماس .. بدايه الكتاب مقدمات لا فائده منها اخذت اقلب الصفحات صفحه تلو الاخرى تجاوزت  نصف الكتاب دون اى فائده بدات اشعر بأسى وحسره على فرحتى.. قارب الكتاب على نهايته ولم اقرء منه شئ ... و اخيرا وجدت ما اردته ..  ها هى امامى الخطوات مكتوبه لان اصبح عالم  .. سارعان ما فتحت الكشكول  الخاص بهذه السنه ( فى المرحله الثانويه كنت أكتفى بكشكول واحد للسنه الدراسيه).


كنت اكتب الخطوات فى سعاده اثارت انتباه من حولى واتذكر ابتساة صديقى اللذى كان بجوارى ولم  اهتم بسر ابتسامته وهل هى بسبب السخريه ام تشجعيا لى!!


والان مع الخطوات 
1-مكان مناسب للمعمل .... "البلكونه" كانت اول ما جاء فى ذهنى
2-منضده مناسبه للمعمل...توجد فى منزلنا منضده قليله الاستخدام
3-ورق جرائد لحمايه المنضده من اى مواد كيمياويه ... يوجد فى المنزل العديد من الجرائد القديمه (ولكن من اين ستأتى  المواد الكيمياويه)!!
4-زجاجتان مملوئتان بالمياه ... موجدتان ايضا
5-نوته من الورق لتسجيل اخر ماتوصلت اليه وكتابه الاستنتاجات ... من السهل جلبها


اذن الادوات كلها عندى .. من اليوم سيكون لى معملى الخاص .. استطيع من خلاله عمل العديد من التجارب .. التى من الممكن  ان تتطور فى يوم من الايام لتصبح اختراعات  ذات اهميه وفائده للبشريه
انتظرت موعد عودتى الى المنزل بفارغ الصبر لاعداد معملى الخاص فى "البلكونه"!!


ها هى المنضده مغطاه بورق الجرائد وهنا اضع زجاجتى المياه ماذا ينقصنى الان .. نعم انها النوته ساقوم بشرائها من مكتبه قريبه ..ولكن..لماذا أشتريها .. ساصنعها بنفسى .. من الان ساصنع مااحتاجه بيدى


احضرت 3 ورقات وقمت بتقسيم كل ورقه الى 4 وريقات واحضرت غلاف كشكول فى مثل حجم الوريقات لتصبح غلاف للنوته وقمت بتدبيسها مع الورق من اعلى ... وهاهو اول عمل ينتج من معملى !
جلست داخل معملى ساعه او اكثر دون إضافه اى شئ جديد .. انه الارهاق نعم فانا منهك ولابد من الراحه قليلا


وفى الليل ذهبت الى معملى لاخترع قليلا مرت الساعات فى انتظار اى جديد كنت اجلس امسك النوته معجبا بصنع يدى .. وكنت اقوم بتعديل صناعتها مثل فك الدبابيس واعاده تدبيسها مره اخرى  وذلك حتى لا يتسرب الملل والياس الى  داخلى


مر اليوم الثانى والثالث دون جديد  حماسى لمعملى قل كثيرا او يكاد ان يكون معدما  وتوالت الايام  ...
ومر اسبوع كامل دون جديد ..جاءنى صديق فى هذا اليوم الى منزلى وكنت قد اخبرته من قبل عن معملى الخاص واتذكر عدم اهتمامه بما قلته وكأننى لم اقل شيئا!!


سالته اذ كان يريد ان يرى معملى الخاص  .... "معمل ايه" قالها فى دهشه .. الان فهمت عن عدم اهتمامه فى المره الاولى 


اخبرته انه قريب من هنا... انه فى البلكونه!. ..واخذته ليرى المعمل !!


فى الحقيقه انا لم ارى صديقى يضحك بهذا الشكل من قبل فكان يضحك بطريقه هيستريه  ... من شده الضحك لم يستطع الوقوف على قدميه واخذ يركع وهو فى حاله جنونيه من الضحك !!!


الان فقط  تدمرت فرحتى بمعملى ...اليأس  حطمنى تماما .. فى هذه اللحظه قررت ان اغلق المعمل تماما
وفى صباح اليوم التالى  فى المدرسه تمنيت ان اذهب للمكتبه مره اخرى واحضر ذلك الكتاب اللعين  واقوم  بتغيير اسمه الى  "تعلم كيف تصنع نوته"


••


وانتهت أيام الثانوية ودخل أخي كلية الصيدلة!






2 comments:

Rehab said...

بدأنا كلنا نفس البداية الآملة:D

أذكر أننى كنت أفكر بشكل مماثل..ولكننى لم أجهز معملا و ان كنت أحلم بذلك خاصة كلما تذكرت أديسون و معمله فى القطار الذى كان يعمل به!

و فى ثالثة ثانوى تحديدا كنت أدرس الكيمياء و لما كان عددنا صغيرا و نواظب على الذهاب للمدرسة اتفقنا مع المدرسة أن تأخذنا للمعمل حيث نفعل ما نشاء..و لما كان المعمل مستخدما أيضا كغرفة لمدرسين الكيمياء و الفيزياء.زو كانوا يستاءون من وجودنا و لا يتركوننا على حريتنا..فكنا نصنع بعض من كبريتيد الهيدروجين المشهور برائحة البيض الفاسد..فكانوا يخرجون من المعمل:D
:D..و كنا نخرج ما شئنا من المواد و بأى كمية و نفعل ما نشاء..كانت أيام جميلة..كنا حينها 7 فى الفصل كيمياء:D

أحمد فضيض said...

وكانت بدايتي في كتابة جرايد فيها أخبارنا إحنا بالإشتراك مع أخي في تحريرها وإحنا صغار

كان اسمها:
أخبار الدار

على وزن .. أخبار اليوم
:D

--
..فكنا نصنع بعض من كبريتيد الهيدروجين المشهور برائحة البيض الفاسد..فكانوا يخرجون من المعمل
---

شيطنة :D
فاكر الريحة دي ومرة انتشرت في فصلنا كله وكنت من حسن الحظ مصاب بالزكام اليوم ده :D

أنتِ خريجة صيدلة .. مازال حلم المعمل الخاص ممكنا :D