Friday, October 9, 2009

تطويـــــــــل وتحريف من أجل غرض ما!









هذه تدوينة قليلة الأهمية وإنما استغربت الأمر!


القصة كما قرأتها مرارا من مصادر قليلة مختلفة جاءت كالتالي مع اختلاف ضئيل في الألفاظ إلا أنها جميعا اتفقت على موقف الفاروق من الرجل، تقول:


قال ابن الجوزي: أن عمر بن الخطاب استعمل رجلا من قريش على عمل، فبلغه انه قال:


اسقني شربةً  ألذُّ عليها .. واسق باللّه مثلها ابن هشامِ


فأشخصه إليه، وذكر انه إنما أشخصه من اجل البيت. فضم إليه آخر، فلما قدم، قال عمر: ألست القائل:
اسقني شربةً  ألذُّ عليها .. واسق باللّه مثلها ابن هشامِ؟


 قال: نعم يا أمير المؤمنين، وأن لهذا ثانيًا، وأنشد:
عسلاً باردًا بماء سحابٍ ..  إنني لا أحب شربَ المُدامِ


فقال عمر: اللّه! اللّه!، ارجع إلى عملك





°° 


وفي محاضرة للشيخ «عائض القرني» قصّ بـ«أسلوبه» القصة السابقة، فقال:


قال ابن الجوزي في المناقب :




أرسل عمر والياً على العراق ، وهذا الوالي من قريش، وكان شاعراً أراد أن يقول شعراً, وما ظن أن شعره سوف يصل مباشرة إلى عمر ، فقال الوالي يمزح مع جلاسه:

اسقني شربةً ألذ عليها      واسق بالله مثلها ابن هشام


معنى هذا: أي: اسقني شربة خمر، فالوالي كيف يشرب خمراً؟!
وهل عمر مستعد أن يترك في دولته والياً يشرب خمراً؟!
أهذا جزاء رسالة الرسول صلى الله عليه وسلم؟
أهذا مصداقية لبقية ما أبقت الرسالة في تاريخ الأمة؟!
فطار البيت مباشرة إلى عمر في المدينة ، وقالوا له: يقول واليك يا أمير المؤمنين:

اسقني شربةً ألذ عليها      واسق بالله مثلها ابن هشام


يعني: جليسه، يقول هذا الوالي: بالله! يا ساقيّ قدِّم لي كأساً أشربه، واسق مثلها زميلي ابن هشام ، فاضطرب عمر وغضب وأزبد وأرعد، فهو ليس مستعداً أن يبقي مثل هذه النوعية الفاشلة في دولته ولو ذهبت الرقاب، واستدعاه مباشرة، وفي الطريق ذهب الناس إلى هذا الوالي، وقالوا له: أنقذ نفسك، فالبيت هو الذي أوصلك في المصيبة، قال: كيف؟
قال: وصله قولك:

اسقني شربةً ألذ عليها      واسق بالله مثلها ابن هشام


قال: ما عليكم، أي: أنه سوف يحلها بإذن الله، فقال بعدها بيتاً:

عسلاً بارداً بماء سحابٍ      إنني لا أحب شرب المدام


ووصل إلى الخليفة، قال عمر : أأنت القائل: كذا وكذا؟
قال: نعم يا أمير المؤمنين؛ قلت بيتين ما قلت بيتاً واحداً، قال: ما هو البيت الثاني؟
قال:

عسلاً بارداً بماء سحابٍ      إنني لا أحب شرب المدام


قال عمر : أما الحد فلن أجلدك بهذا البيت، فقد سلمت نفسك، لكنك لن تلي لي عملاً بعدها.. تلعب بهذه الأبيات, وتصدر هذه الكلمات، ماذا تقول الأمة لي ولك وقد أسمعت الناس أنك تشرب الخمر؟
ما هو موقفي أمام الله يوم القيامة، إذا قال لي: إن واليك يشرب الخمر، كيف أقول؟
كيف أجيب؟
ماذا أقول للملايين والتاريخ؟
ماذا أقول لله؟
ماذا أقول لرسالة الرسول صلى الله عليه وسلم؟!





°°


وتستمر المحاضرة على هذا المنوال ..

والملاحظ أن اعتماد المصدرين على كتاب ابن الجوزي، وذكر المصدر الثاني صراحة اسم الكتاب «مناقب أمير المؤمنين عمر بن الخطاب»، والقصتان تختلفان في النهاية بغض النظر عن التطويل المسهب في رواية الشيخ «عائض القرني»

وهذه صورة من الكتاب المناقب مصوّر إلكترونيًا (اضغط للتكبير):




إذن .. أرجع إلى عملك أيها الوالي وليس إلى الجحيم!



No comments: