Monday, June 6, 2011

طظ


يقولون أن في الأدب الخلود!، وأنه هو الباقي – إن كان عملا جيدًا ملهمًا رائعا - ما بقيت الكتابة على الأرض، ولكن بربكم ماذا يفيد هذا الخلود!، لا أتحدث عن عدم إستطاعة الميت الاستفادة منه وما إلى ذلك من المعاني!، وإنما أتحدث على أثر قراءتي لما قالته أميرة إبراهيم ناجي عن ذكرياتها عن أبيها، قالت أنها لم تكن تراه طيلة حياتها إلا في أيام الجمع فقط!، لأنه كان يترك البيت مبكرًا ويعود بعد أن ينام الجميع بعد أن يقضي طوال اليوم خارج المنزل، وكان في أيام الجمع هذه أيضًا يكون معهم ولا معهم!، فيقعد على كرسيه الهزاز وينظم الشعر أو يقابل الأقرباء الذين كانوا يأتون إلى بيتهم يوم الجمعة احتفالا بوجود الشاعر الطبيب إبراهيم ناجي معهم!، وكان لا يتدخل في شئون البيت على الإطلاق تاركًا كل شيء به لوالدتها، وأي حسرة يحسها الإنسان وهو يقرأ قول ابنته عن يوم الجمعة: 
كان بالنسبة لنا يوم عيد!

يا ليت شعري!، هل يعوّض الخلود وكل ما نظمه إبراهيم ناجي من شعر وفن، هل يعوّض لحظةً واحدة ضائعة كان يستطيع فيها أن يقوم بدور الأب مع أبنائه، لتستمر حياته من خلالهم ..
ذلك أولى!، وصدق المازني وهو يتحدث عن الخلود الأدبي الذي باسمه يتحمل الأدباء ما لا يتحمله أحد، فقال وفي قوله الفصل:

طظ في الخلود!

No comments: