Wednesday, June 8, 2011

شديد الحرارة نهارا





أريد أن أعرف من هو صاحب مصطلح (القراءة الصيفية) بما يصاحبه من أجواء منعشة وفاتحة للشهية على القراءة!، فهل أشهى فترات القراءة هي القراءة الصيفية؟

لا والله!، ولا أدري ماذا فعلت القراءة الصيقية لكي تنال كل هذه النياشين والإشادات والمجد العتيد، وكي تسارع الجرائد والمجلات إلى عقد الحوارات مع الأدباء الأعلام في مطلع كل صيف حتى يأخذوا منهم توجهاتهم في الكتب التي ينصح بقراءتها خلال الصيف!

صدقوني القراءة الصيفية ليست ممتعة!، الجو حار وخانق وأشعة الشمس تمنعك من التفكير أو التأمل فيما تقرأ – إن كان يستحق التأمل! – وفائدة الكتاب الأساسية وقتها هي إمساكه بين حين وحين كمروحة لدفع وتحريك الهواء تجاه وجهك!

أم يقصدون بها اتساع الوقت عن الطلاب للقراءة خلال أجازة الصيف، لا!، هم مخطئون أيضًا، فكمية الكتب التي كنت أقرأها وأنا طالب في الشتاء تعتبر أضعاف كتب الصيف!، يكفي وجود الامتحانات وأهرب بالقراءة من (جو الامتحانات)، قرأت تفسير القرآن للآلوسي وتاريخ الإسلام للذهبي ومقدمة ابن خلدون ونهج البلاغة والمتنبي لمحمود محمد شاكر، في فترات الامتحانات الضيقة، وما كنت أحسب قبل ذلك أني سأقدر على قراءتهم!
ثم العرق وتقليب صفحات الكتاب ... ولا داع للاسترسال!

..

كنت أقرأ اليوم في كتاب (الفلسفة القرآنية) لأستاذنا عباس محمود العقاد، وعانيت الأمريّن في التركيز في الصفحات الأولى، لدور البرد الذي مازال حتى هذه اللحظة يسد منافذ الهواء النقي أمامي!، ويسمح فقط بدخول الهواء القادم من جهنم رأسًا، هواء ساخن يملؤني بالتفتير والخمول ..

ولكن هذا لم يمنع من إبداء إعجابي بالأستاذ العقاد، عندما كتب هذه الفقرة في كتابه السالف الذكر، وهي الفقرة التي توقفت عندها، ولم أقدر على الاستمرار بسبب الإنهاك، وهي تلك التي تقول:

وقلما تمتحن أمة بالبلاء في نظامها، وقواعد حكمها، إلا من قبيل هاتين الآفتين: أموال مخزونة لا تنفق في وجوهها، وفقراء محرومون لا يفتح لهم باب العمل، ولا باب الإحسان؛ وكلتا الآفتين ممنوعة متقاة في حكومة القرآن.

ما أجمل هذا وما أنفذ نظر الأستاذ العقاد، وأصبحت أحب ربط ما أقرأه من الكتب بالواقع الحالي وبثورتنا المصرية البديعة، التاريخ حقًا يعيد نفسه ولكن بشكل متطور :)

ومقال أنيس منصور اليوم في الشرق الأوسط كان بديعًا أيضًا، عن عجائب الصدف التي ربطت بين ظروف الرئيسين لنكولن وكينيدي ودورة التاريخ العجيبة، اقرأه على هذا الرابط ..

http://www.aawsat.com/leader.asp?section=3&article=625552&issueno=11880


وأعجبني الشكل الجديد لتغليف بن عبد المعبود، فأخذت لقطه له بجوار فنجان فارغ للقهوة، لأنني لا أشربها، وإنما أحببت طريقة التغليف والرائحة :))

No comments: