Tuesday, June 21, 2011

يا حافظ






اليوم الواحد والعشرون من شهر يونيو تمر ذكرى رحيلك التاسعة والسبعين، أفتقدك كثيرا، وطب نفسًا فمازلتَ خالدًا كما كنت، ومازالت أبياتك الخالدة ترنُّ في أذنيّ، لم تمحوها يدُ البلى والنسيان، ألستَ أنت القائل:

كَمْ حاولتْ هدمي معاولُهمْ
وأبىَ الإلهُ، فزادني رَفْعا

أصبحتُ فردًا لا يُناصِرُني
غيرُ البيانِ، وأصبحوا جَمْعَا

ومُناهُمُ بأن يَحْطِمُوا بيدي:
قلمًا، أثارَ عليهمُ النَّقْعَا

يا حافظ!، كَم كانت قصيدتك (مصر تتحدث عن نفسها) شجية وملهبةً للقلوب، وأم كلثوم تلقيها على مسامع معتصمي ميدان التحرير كلَّ مساءٍ هناك!، وكم كان حولها يطيب السمر ليلا، قال لي صديق أنه لم ير قصيدة تمس قلبه كما مسته قصيدتك، وأنه قضى الليل وهو يعيد أبياتها على مسامعه بيتًا بيتًا في لذة ..


يا حافظ، لم أحب أن تذهب عني هذه الذكرى دون أن أقرأ جديدًا عنك، فذهبت رغم تأخر الوقت والإرهاق إلى سور الكتب، عسى أن أجد كتابًا لمعاصرٍ لك يتحدث فيه عنك، وأحذر ماذا!، لقد وجدته!، هل كنتَ معي!، وجدت كتابًا يعود تاريخ طبعه إلى 21 نوفمير 1948 لصديقك إبراهيم دسوقي أباظة، والتهمت ما خصَّك به من الذكريات التهامًا، أنه يحييك، وروى عنك أبياتًا متفرقة لم يضمها ديوانك من قبل بطبعتيه القديمة عام 1947 والحديثة عام 1980، والتي عنهما أخذت دور النشر الأخرى، أنه يحييك ومازال وفيًا بك، ويتذكر أياديك البيضاء على العائلة الأباظية، وقال انك كنت تزورهم فتملأ بيوتهم بهجة وتشيع فيها المرح، وأنك كنت تصرف أبناء وشباب الأسرة إلى معالجة الأدب والرياضة العقلية.

وقال عنك أنك كنت لسان بلادك الغاضبة، الحانقة، الثائرة، وأن قصائدك كانت تدوي في الآفاق، فيتلقفها المتحمسون والسياسيون والأدباء على السواء، وتضفي عليهم إلى جانب الوطنية علمًا وأدبًا، وتفيض على الشرق كله أخلاقًا وبلاغةً وسحرًا


ويا قبرُ لا تبخلْ بردِّ تحيةٍ
على صاحبٍ أوفى علينا وسَلَّما

وهيهاتَ يأتي الحيُّ للميتِ زائرًا
فإني رأيتُ الوُدَّ في الحيِّ أسقما

ويا أيها النجمُ الذي طال سُهدُه
وقد أخذتْ منه السُرَى أين يمَّما

لعلّكِ لا تنسَى عهودَ مُنادمٍ
تعلَّمَ منكَ السُهدَ والأيْنَ .. كُلَّما!


ويا حافظ! ..

ظَهَرَ الفجرُ، وقد عَوَّدتني
أن تغنيني إذا الفجرُ ظَهَرْ
!

:(


1 comment:

salmagad said...

اعانك الله علي فراقه
دمت وفياً