Sunday, November 6, 2016

بعد أن سافرت إلى مصر بمفردي: نعم مصر بلد الأمان!







ارفعوا يدكم إذا كانت مصر من أبرز الأسماء في قائمة أكثر الأماكن التي تتمنوا زيارتها!، وابقوا يدكم مرفوعة إذا كانت إحدى الأسباب التي تمنعكم حاليًا من زيارتها هي ما تسمعونه بشأن إنها غير آمنة!، فإذا ما كانت يدك ما تزال مرفوعة فأنت بحاجة إلى قراءة هذا الكلام، لأنني وبعد أن سافرت الآن إلى مصر بمفردي ومكثت بها ما يقرب من أسبوعين، أستطيع أن أجيبكم: نعم!، مصر آمنة!







وأنا لا أقول لكم هذا لأنني أرغب أن تقرأوا مقالتي هذه أو تتابع مدوّنتي، ولا أقول هذا أيضًا لإطلاعي على تقارير عدّة من وكالات وشركات السفر والتي تتوقع فيها أن مصر ستصبح واحدة من أكثر الوجهات المقصودة لعام 2017، بل أنطلق من واقع تجربتي الشخصية، لأنني ومثل أكثركم كنت أردُّ نفسي عن زيارة مصر لأن الناس من حولي كانوا لا ينفكوا يخبرونني عن إنها غير آمنة.




ولكن، ولصفات أتصف بها مثل كوني أجنح إلى التفكير الحيادي، والاستقلالية، والنظر إلى نفسي كمواطنية عالمية، ورغبتي في أن أكون بمثابة سفيرة للسلام في هذا العالم، فلأجل هذا اكتشفت أن كل الناس الذين كانوا يخبرونني أن مصر غير آمنة: لم يكونوا فيها من الأصل!، ومراسلو الأخبار على سبيل المثال لم يبثّوا انطباعاتهم السلبية تجاه مصر من على أرض مصر ذاتها! فتقاريرهم وبياناتهم كانت تخرج مطبوخة من دائرة قرار في أمريكا نفسها؛ وهذا ما أودّ يا أصدقائي أن أدعوه بالإعلانات المضللة، أو ترويج الخوف، أو بكلمة أبسط: هراء!



ونعم بلا شك أن الظروف في مصر سيئة منذ عام 2011، ولن أنكر ذلك ولا سيمّا منذ أن أخذ المصريون الذين قابلتهم يشرحون لي ماذا حدث لبلادهم خلال الثورة، ولكن هذا كان منذ سنوات مضت، ومنذ ذلك الحين وظروف البلاد الداخلية تتحسّن، وكذلك الحالة السياحية بها أيضًا.

ولماذا؟، لأن ثالث مصادر الدخل القومي في مصر هي السياحية، فالأمر إذن ليس مجرد أن مصر "ترغب" في أن يزورها السياح، بل هي "تحتاج" لذلك!، وهذا جزء من السبب الذي يوضّح لماذا أن السفر إلى مصر حاليًا يعدّ في غاية الأمان، فليس فقط لتسامح أهلها مع السائحين وتصرفاتهم، ولكن لأن الحكومة المصرية ذاتها تتخذ أقصى التدابير من أجل إشعار أولئك السائحين بالأمان في مصر، وأنتم إذا أخذتم في تأمل في هذا الوضع! فستجدون أنه لولا السياحة لعانت مصر كثيرًا، وإذا عانت هذه البلاد، فخمّنوا من أولئك الذين لن يشاهدوا أبدًا روعة الأهرامات وأبو الهول والمعابد المصرية؟ .. إنهم أنتم!




وهناك بعض المبررات التي أودّ مشاطرتها معكم عن: "ماذا جعلني بصفة خاصة أشعر بالأمان في مصر؟"، وهي نفسها الأسباب التي تدفعني إلى أن أقترح عليكم السفر إلى مصر الآن ..

ولكن قبل ذلك، وإذا كنت مهتمًا بالذهاب إلى مصر، فسأروّج لنفسي قليلاً خلال هذه المقالة، وأدعوك لأن تتابع خط رحلتي إلى مصر والتي أنطلقت من القاهرة ثم إلى أسوان والأقصر، وذلك على مدونتي:
وعلى وَسْم:
#travelbloggerproblems



وأولاً وقبل أي شيء، أعترف إنه كانت لديَّ بعض شكوك حول قضية الأمن والأمان في مصر وذلك قبل أن أسافر، ولا سيّما منذ أن أخذت في السفر بمفردي، وهذا ما جعلني في نهاية المطاف أنضمّ إلى برنامج سياحي، لأذهب من خلاله إلى الأماكان خارج القاهرة، مثل الأقصر وأسوان والغردقة، وليس ثمة أية خطب على الإطلاق في الانضمام إلى برنامج سياحي، بل في واقع الأمر إنني - ولا سيّما في هذه الرحلة - أنصح بشدّة باتخاذ هذه الخطوة، وأنا لا أروّج ولا أعمل دعاية لهذا البرنامج السياحي الذي قمتُ به هنا، بل إنني لن أذكر اسم هذه الشركة المنظمة للبرنامج السياحي حتّى، ولكن هذا كان مكوّنًا هامًا من نظرتي التي كوّنتها عن الأمان في مصر، وشعرت أنه من الضروري أن آتي على ذكره هنا.





والبرنامج السياحي لم يكتف وحسب بتنظيم المواصلات والفنادق والتأشيرات، وإنما أيضًا أعطاني الفرصة أن أسمع انطباعات السائحين الأمريكين الذين كانوا معي في البرنامج المنظَّم، وكان منهم سيدتين قرروا أيضًا السفر بمفردهن مثلي!، وعلى أي حال ولأولئك الذين يفكرون قائلين: "إنها لم تسافر حقًا بمفردها، إنها كانت ضمن مجموعة سياحية!"، أقول لهم: من فضلكم!، لا تدعوا هذه الأشياء الضئيلة مثل هذه أن تمنعكم من رؤية الصورة الكبيرة، فالسفر منفردًا لا يعني أن تعزل نفسك في حبس انفرادي، فإحدى أعظم الفوائد في السفر هو مقابلة الناس الآخرين، وهذا ما يعني أيضًا إنك لن تكون بمفردك حقًا!




إلا إنني سافرت بمفردي تمامًا إلى القاهرة والغردقة، وبغض النظر عن المحاولات المستمرة من الباعة الجائلين لدفعي إلى ابتياع الهدايا والتذكارات (مثلما يحدث في أي وجهة سياحية كبيرة أخرى) وبغض النظر كذلك عن إنه كان يُطلب مني إلتقاط صور السيلفي مع الصبيان الصغار، إلا إنني لم أشعر بأي تهديد أو قلق على الإطلاق، كما أن تعلّمي للنطق العربي لجملة "لا، شكرًا!" أسعفني كثيرًا في التخلص من إلحاح الباعة الجائلين وأكسبني أيضًا الكثير من الاحترام من قبل السكّان المحلّيين

ولاحظت كذلك وبامتنان عظيم، أنه لم يحدث قط أن سألني أحدهم ولو لمرّة واحدة، "هل أنتِ بمفردك؟!"، أو "أين صديقك؟"




ومع تحدثي مع السكّان المحليين، وبالرغم من إلحاح الباعة منهم لجعلي أبتاع منهم الإيشاربات أو تماثيل الأهرامات، إلا إنني اكتشفت شيئًا عامًا في المجمل يتكرر مع كل شخص أقابله، وهي النظرة التي تظهر على أعينهم عندما أخبرهم إنني من أمريكا، إنها نظرة تحمل مزيجًا من التشكك والامتنان والأمل!

إنها حالة تأخذ من بعضهم بضع ثوان لكي تضع كل هذه المشاعر معًا في نظرتهم، ولكنها تنبع من بعضهم الآخر تلقائيًا، ثم: "مرحبًا بكِ"، وكأنهم  يحاولون إقناعي، أكثر بما أنا على يقين منه، بشأن ترحبيهم بي كسائحة في بلادهم؛ وكذلك فقد أندهشت للعدد الكبير من السكّان المحليين الذين أخبروني كم أنهم يشعرون بالحزن لأن الأمريكيين لم يعودوا يأتون لزيارة مصر كما كان بالماضي، وذاك لأن الإعلام لديهم يعطي صورة سلبية لأحوال البلاد، ولقد كان كل ما أستطعت أن أجيبهم به هو: "عارفة!، ولهذا السبب تمامًا أنا هنا بينكم!"




والأمر الذي يغيب عن بالكم، يكمن في أنه نحن معشر الأمريكيين كنا نتربّع على إحصائيات الجنسيّات القادمة للسياحة في مصر، قبل أن تكتسب مصر سمعتها السيئة لدينا؛ ولكن ومنذ أن صدّقنا بسهولة فائقة ما يُملى علينا، بات ذلك مع الأسف البالغ وسيلة لإثناء أمّة بأكملها عن زيارة هذه البلاد، فمصر لم تشهد تراجعًا محلوظًا كهذا في أعداد السيّاح من أي بلد آخر باسثناء الولايات المتحدة!، أي نحن!؛ وهذا بصراحة يُعدَّ جزءًا من مبررات زيارتي لمصر.

وبوسعي الاستمرار في سرد العديد من المبررات المبيّنة سبب ما كنت أشعر به من الأمان في مصر، ولكني أيضًا أود أن أشير إلى نقاط هامة بشأن: "لماذا أنها تعتبر فكرة جيدة للذهاب الآن!"، فأولاً وقبل أي شيء، وكما أشرت من قبل، أن حركة السياحة يُتوقع لها الزيادة في أعداد السائحين القادمين إلى مصر في العام التالي (2017) وهذا يعني أن كل المعالم الكبرى الرائعة ستمسي مزدحمة للغاية طوال الوقت.

وكذلك فهي فكرة جيدة أيضًا أن تذهب "الآن" لأن الحياة هناك رخيصة بشكل صارخ!، فالدولار في غاية القوة هناك حاليًا (1 دولار = 9 : 15 جنيهًا مصريًا)، وكذلك فالرحلات السياحية عليها حسومات، وهناك أيضًا بعض من الاكتشافات الكبيرة التي على وشك أن يُكشف النقاب عنها، مثل حجرتين أكُتشفتا في المعبد الكبير بأبو سمبل، وربما ستُكتشف أيضًا مقبرة سرية متصلة بمقبرة الملك توت!


وأعرف أن هذه معلومات كثيرة تحتاج إلى الوقت لهضمها، ولكني حقًا أتمنّى في حال إن لم تملكوا وقتًا لقراءة هذه الكلمات، أن تشاهدوا على الأقل الصور التي التقطتها لأبرهن بها كم هي جميلة هذه البلاد، وثقوا بي عندما أقول لكم أن هذا بالتأكد هو المكان الذي سترغبون في رؤيته قبل فوات الأوان.

  
أليسا راموس
28 أكتوبر 2016
 
••
 

No comments: