Saturday, December 10, 2016

الجميلة التي تسافر بمفردها







مصادفة غريبة!، فالأثنان اسمهما: إليسا راموس، Alyssa Ramos،  وأما الأولى فأمريكية في الثامنة والعشرين من العمر، وزارت إلى الآن أكثر من خمسين دولة حول العالم، وبمفردها، وبشكل مستقل تمامًا، واعتمادًا على مواردها الشخصية، كما أنها تعمل أيضًا كمدوّنة وكاتبة مقالات عن السفر ونصائحه، وتُنشر مقالاتها عادة على الهافينغتون بوست، وتكسب بعض المال من جراء ذلك، وكان أول مقال لها بعنوان: " Yes, I’m Pretty and I’m Traveling Alone " أو "نعم!، أنا تلك الجميلة التي تسافر بمفردها" وفيه أعلنت صراحة النقاط التالية:


أولا: إنها ليست بساقطة ولا سارقة أزواج! - لأن هذا ما كان يقولونه الناس همسًا حولها عن تلك الفتاة الجميلة التي تسير وحدها

°


ثانيًا :إنها لا تتعافي من قصة حب ماضية - وهذا بالتأكيد لأن سمعة فيلم "طعام وصلاة وحب"  طاغية


°
ثالثًا: إنها تدفع من مالها الخاص في رحلاتها، من عملها، فلا صديق حميم ولا سند عائلي يقف وراء هذا الأمر، هي فقط!





وكانت أكثر التعليقات مشجّعة، فما تقوم به جميل، كما أن تدويناتها ومقالاتها طيّبة كثيرًا، وهي تقوم في نهاية كل رحلة بعرض نصائح لتجنّب ما يواجه المسافر من مشكلات الحصول على الفيزا والمواصلات والإقامة والتعامل مع السكّان المحلّيين، وغير ذلك، مع الكثير من الصور الرائعة والأفلام والبثّ المباشر للأحداث الهامة، فما تفعله إذن ذو نفع عام لمتابعها، وليس مجرد يوميات سفر جامدة


••


وأما الثانية، فاسمها أيضًا إليسا راموس، وهي أمريكية مثلها، وتبلغ من العمر عشرين عامًا، وتعمل عارضة أزياء للملابس الداخلية وأزياء البحر، وتحب السفر أيضًا، وخلال هذا العام سافرت إلى عدة مدن حول العالم، منها جزيرة إبيزا الإسبانية، ولندن، ودبي، وعدة ولايات أمريكية أخرى، ولكن ليس بمفردها!، وإنما من خلال موقع للمواعدة، أو ما تسمّيه هي: "المرافقة"، فلا مانع لديها من أن تقضي عطلة نهاية الأسبوع أو الأجازات مع رجل ثري غريب في مكان ما حول العالم، يسافران معه، ويتحدثان معًا، ولا يخلو الأمر بطبيعة الحال من القبلات والأحضان، ولكنها تقسم إنها لم تنم قط مع أحدهم، مع اعترافها بأنهما ينزلان معًا غالبًا في نفس الغرفة بالفندق، ولكن على سريرين منفصلين، ثم تقول متفاخرة أنها لم تتكبّد قرشًا واحدة خلال سفرها حتّى لو عرضت هي أن تدفع ثمن الطعام مثلاً، فالأمر دائمًا ينتهي بقول رجلها المرافِق: "لا!، لا!، دعيني أنا الذي أدفع!"، وكانت التعليقات جميعها في هذا الموضوع الذي نُشر في الديلي ميل، وغيره، تعليقات سلبية، تجمع على أن ما تفعله ليس مما قد يُفتخر به على أي حال، وأن ليس ثمة شيء دون مقابل، وأن فترة الشباب والجمال لا تدوم، وأنها تلعب لعبة خطرة مع الغرباء


°


والأولى غاضبة من الثانية، وهي لم تلتق بها من قبل، ولم يزعجها فقط أن فتاة بنفس اسمها الكامل، تشاركها في شغفها بالسفر، سلكتْ طريقًا آخر يعارض مبدأها الرئيسي في الاستقلال واحترام الذات، ولكن أيضًا لأن عالم الإنترنت سيفضّل بالتأكيد أن يبرز خبر عارضة الأزياء المثيرة التي تواعد الرجال الأثرياء للسفر على حسابهم معهم، على خبر تلك الجميلة المستقلّة التي تسافر بمفردها



°
ما أصغر هذا العالم!


 ..

Yes, I'm Pretty and I'm Traveling Alone

Model uses wealthy men to travel the world 



1 comment:

Lobna Ahmed Nour said...

تدوينة جميلة ومثيرة للاهتمام