القصة المعتادة، خرج من السجن في روسيا وبحث عن وظيفة فلم يجد فاضطر أن يعود للسرقة، وكانت خطة السرقة هذه المرة بسيطة وناجحة، أتى المنزل وهو يعلم أن بالداخل طفل 7 سنوات وشقيقته 12 سنة، واللحظة مناسبة فلا أحد معهما.. فرن الجرس وقال من خلال الباب للأخت الكبرى أنه ساعي البريد وأنه يحمل برقية لوالدهم، ففتحت الطفلة الباب لتعطي له الفرصة كي يمسك بها موجهًا سكينا إلى عنقها، ليطلب من شقيقها الصغير أن يأتي له بكل الأموال التي في المنزل وإلا ستموت!.
وقرر في هذه اللحظة إشباع رغباته العدوانية بطريقة أخرى شيطانية، فبدأ في نزع ملابس الصغيرة، قبل أن يشاهد ذلك شقيقها ليدرك على صغر سنه ما يرمي إليه، فأسرع إلى المطبخ القريب وسحب سكينًا كبيرًا وأتى من وراءه وطعنه في الظهر طعنة واحدة بيده الضعيفة، لم تكن كافية لقتله، ولكنها كانت كافية جدًا للصغيرة كي تفلت من قبضته وتهرب بعيدًا لجلب النجدة.
ولكن هذه الطعنة بالإضافة إلى هروب الصغيرة زادا من غضب الرجل، فأمسك بشقيقها وطعنه في عنف ثماني مرات إلى أن فارق الحياة، ثم هرب واختبأ داخل منزل مهجور قبل أن يرشد السكان المحليون الشرطة إليه، ليدخل السجن بتهمتي القتل والسرقة، وليلعب دورًا مؤثرا في قيام الحكومة الروسية بصياغة قانون جديد مشدد في حق من يرتكبون الجرائم ضد الأطفال.
ومنحت روسيا وسام الشجاعة لوالدة البطل الصغير الذي أصبح فخر مدينته وخاصة مدرسته التي قامت بوضع صورته على الديسك الذي اعتاد الجلوس عليه داخل فصله، فصورته تساوي الآن ألف درس يمكنها أن تعطيه للتلاميذ الصغار عن معاني الشجاعة والتضحية الحقيقية .. وأكثر تأثيرا من المتنبي إذا جاء إلى مدرستهم وأنشدهم:
لا يسلم الشرف الرفيع من الأذى
حتى يُراق على جوانبه الدمُ
No comments:
Post a Comment