Monday, September 8, 2008

لماذا اكتب؟



لا تصدق من يقول لك إنه إنسان عادي وشخص طبيعي، ويقصد بذلك أنه "كافي خيره شرّه"، لا تصدق لأنه لا معنى لكلمة طبيعي في هذا الوصف، فمن يقول لك هذا من الممكن جدًا أن يكون مجرم حرب أو قاتل محترف، وفي نفس الوقت لا  يعتبر ما قاله عن طبيعته كذبًا، لأن الشر هو الإنسان دائمًا كما يقولون، فالملائكة عندما أخبرها الله تعالى بأنه سيخلق آدم وجنس الإنسان وسيجعله خليفة في الأرض، اعترضت لأنها عندما عرفت ما سيصنعه هذا الإنسان في الكون قالوا:أتجعل فيها من يفسد فيها ويسفك الدماء؟!.

فمن يسفك الدماء ليس شاذًا إذًا عن الطبيعة الإنسانية، ومَن يسفك الدماء طبيعي أيضًا بالضرورة!، ولا يوجد إنسان تقي وورع تمامًا ولكن إلى حدٍ ما، والشرائع السماوية تنزّلت من السماء لأجل أن تهذب هذه الشرور وتقلّم أنياب وأظافر الشر في الإنسان.

ويقول د. محمد بن عبد الرحمن أبو سيف، عضو هيئة التدريس بالجامعة الإسلامية في المدينة النبوية أن القرآن نص على أن الأنبياء يقع منهم الذنب والخطيئة من الهفوات الصغيرة التي تقع منهم خطأً أو عن نسيان، أو غفلة، أو جهل، أو نحوه مما تقتضيه بشريتهم، ولم يذكر القرآن شيئًا من ذلك عن نبي إلا مقرونًا بذكر توبته منه، فهم معصومون من الإقرار على الذنب، بل يبادرون فور حدوث العوارض من جهل أو نسيان أو نحوه، إلى التوبة ويقبل الله منهم التوبة، وهذا لتتم منهم العبودية لله، فالتوبة عبادة وهي من أحب العبادات إلى الله، ولا تكون إلا من ذنب، ولذلك قال بعض السلف: لو لم تكن التوبة أحب الأعمال إليه لما ابتلى بالذنب أحب الخلق إليه.

إذن لن ألبس لك رداء التواضع لأقول لك أنني طبيعي، ولن ألبس كذلك رداء التكبر لأقول لك أنني مميز عليك بشيء أو صفة ما، فإني أن استعرت الرداء الأول ربما ستقول «لماذا إذن أقرأ لك مادمت تدعي إنك "طبيعي" مثلنا، فأن كنت كذلك فلا حاجة لي بك»، وإن استعرت الرداء الثاني ستنفر مني وستزكم رائحة الرداء أنفك ولن تكون بك حاجة إلى هذا الكلام أيضًا!

وأعتذر على العنوان الذي على رأس هذه الصفحة، لأنني لا أنوي أن أجيب عليه، وأسهل الإجابات وأسرعها هي: لأن الله تعالى شاء فكان، هل رضيت عن هذا الجواب؟، مهما يكن، فليكن!