السارق والناقد
ديوان الشاعر الحقيقي هو تقريبًا سجلّه الطبي عند طبيبه النفسي .. يكشف الكثير جدا عن حياته سواء قصد هذا أم لم يتعمده ..
والفرق الوحيد بين وثائق الطبيب النفسي السريّة وبين ديوان الشاعر، هو ما قلته منذ قليل وهي تلك «السريّة»، ولكن هذا ليس فرقًا كبيرًا، فديوان الشاعر الحقيقي قد يكون محاطا بالسرية أيضًا، وذلك عن طريق تغليف المعاني بغلاف من الأساليب البيانية والجمالية والمجازات والكناية والتعريض والألفاظ الرنانة والقليل من حشو الكلام ..
وكما أن هناك من يستطيع أن يتسلل خلسة إلى عيادة الطبيب النفسي ليأخذ بعض هذه الملفات والوثائق، فهناك أيضًا مَن يستطيع أن يتسلل إلى أعماق الشاعر من أبياته وقصائده ومعانيه البريئة ظاهريًا لكي يزداد علمًا بما وراء المعنى وما بين السطور..
ويوجد فرق آخر بين المتسللين، فالأول يدعوه الناس: سارقًا، والثاني: ناقدا!
كلمات صعبة
أنه يذهب للقتال مع عنترة في الصباح، ويعود ليشهد مواجهات الفرزدق وجرير عند الظهيرة، ويقرأ أخبار المعري في صفحة الحوادث، ويستمتع بفيلم السهرة مع مغامرات عمر بن ربيعة العاطفية، ثم ينام مرهقًا بجوار الخنساء .. فمن الصعب بعد كل هذا أن تطالبه بأن لا تفلت من حقيبته كلمة أو كلمتان لا يفهمهما أحد وتفوح منهما رائحة البادية.
نحن لا نتعلم
في لحظات نادرة، يكتشف الرجل أنه لا أهمية للمرأة ولا لجمالها ولا لمواهب الإغراء فيها، ويكتشف أنها تجعل الماضي أسود والمستقبل أسوأ، ورغم ذلك فإنه على استعداد كل يوم لأن يلقى بنفسه تحت أقدام امرأة جميلة!
نصيحة
تزوجها جميلة .. وسوف يهتدي إليكما ملايين النمل الصغير!
قسمة ونصيب
شيء غريب! .. جميل بن معمر كان وسيما وغنيا وشجاعًا ، ومع ذلك تزوجت بثينة من رجل أعور! .. ما الذي تريده المرأة؟
وصفة
من الأفضل أن تنتحي جانبًا وتدعها تمرّ .. بدلا من مواصلة الجري أمامها! .. وصفة سهلة للتغلب على القلق والضغوط.
الابن
عندما قال لي أنه يعتبرني مثل ابنه؛ تعجبت! .. فهو لم يتزوج!
مأساة
أنه يعتقد أن مهنة الكتابة هي أكثر المهن عجزًا على سطح الأرض .. هذه مأساة .. فكيف يتوقع منّا بأن نؤمن بما يقول!
مهارة تسويق
أقدم طريقة ناجحة للبيع هو أن تستقبل عميلك بابتسامة .. وأكثرها فشلا هو أن تحتفظ بهذه الابتسامة كثيرًا.
اختزال
كيف اختزلنا 67 عامًا هي عمر سعد زغلول، في كلمة واحدة: مفيش فايدة!
الحرب
تعلمت منه أنه عند اتخاذ القرار بالحرب .. لا يعود هناك فائزون!
اهتمام
شكرًا لغزّة، لأنها جعلتنا ندرك أن اهتمامنا جميعًا قبلها كان موجهًا لحذاء!