Sunday, July 22, 2012

gissèle






حين أعرض على الناس صورهم، يقول لي كثيرون منهم:
«كل صورك يا جيزيل رائعة!، إلا صورتي!»
لماذا يقولون ذلك؟، لأني لا أغش أبدًا، فحالما ينغلق مصراع الكاميرا لا أتدخل في أمر، أنت ترى في صوري كل شيء، حتى التجاعيد ولطخ البشرة!



سيمون دي بيفوار، 1948، وجان بول سارتر




خورخي لويس بورخيس، 1943

 خورخي لويس بورخيس، 1971



فيرجينا وولف، 1939

                                       
جان كوكتو بعدسة جيزيل عام 1939






كان "جان كوكتو" يعتقد أن يديه تجعلانه هرمًا، لكن إعادة الشباب إليهما بالصقل الفني (الرَوْتشة) قد تجعل الصورة عادية وجوفاء وغير ذات تميز، فالشخصية تختفي ملامحها بزوال العيوب، وقد أقرّ "كوكتو" بعد لأيٍ بأني على صواب ..


ومع أني لستُ من محبذي الصقل الفني فكثيرًا ما تحاشيتُ إبراز الجوانب غير المؤاتية، فكلنا لديه جوانب إيجابية وأخرى سلبية، ومن السهل أن نبرز الأسوأ، فإذا التقطتَ صورة لشخص ما من فوق، بدت جبهته ضخمة، ومال الذقن إلى التلاشي، مع أن عزم المرء يظهر في ذقنه، صوِّر شخصًا فاغرًا فمه وسيبدو سخيفًا!، إنني أؤثر الصور التي تظهر أفضل ما في الإنسان!


by © gissèle freund 




Saturday, July 21, 2012

زائل





قالَ: أتى رمضان!، والطريق الذي لا مفرّ من أن تقطعه في الشمس لدقائقٍ عشر قبل الوصول إلى غايتك، سيكون طويلا عليكَ في الحر والصوم، سر واستظل بما تلاقيه!


بدا له الطريق، فسار بعيدًا عن ظلال الأبنية والسيارات، ثم في منتصف الطريق رأى سيارةً طارحةً ظلها الواراف أمامها، تردد، ثم مرَّ خلال الظلال، وقال يخاطب نفسه ليراضيها:

- أنها واقفةٌ في شارعٍ عامٍ لا يملكه صاحبها على أي حال، والظلُّ الذي تفيئته منها بعضٌّ من زكاتها وعوضٌ عن استقطاعها مكانًا ليس لها!


كان كتابه في ظهيرة ذلك اليوم عن العارف بالله بشر بن الحارث الحافي، وفيه سألت أخته الإمامَ أحمد بن حنبل، سؤالا يؤرقها، فقالت:

- إنا قوم نغزل بالليل على سطوحنا، ومعاشنا فيه، وربما تمرّ بنا مشاعل بعض المارة، ونحن على السطح، فيقع شعاع المشاعل علينا، فهل لنا أن نغزل في شعاعها؟


فقال لها الإمام:
- مَن أنتِ؟

قالت:
- أنا أخت بشر

فبكى الإمام حتى أبكى من حوله، وقال لها:
- آهٍ يا آل بشر!، لا عدمتكم!، مِن بيتكم خرجَ الورع!

ثم أجاب مسألتها:
-لا تغزلي في شعاعها!


قرأ هذه الحادثة، ومرّ عليه ما فعله بمروره في الظلّ عند مجيئه!، فداخله شيءٌ طفيف من الندم، إلا أنه حدث نفسه أن القصة مختلفة، وأن رأيه الأول في جواز مروره بالظلّ كان صائبًا


تتابعت عدة صفحات من كتاب العارف بالله بشر الحافي، فسمعَ محمد بن يوسف الجوهري يحدثه بما وقع له مع بشر، إذ يقول:

كنتُ أمشي مع بشر بن الحارث في يومٍ صائف، منصرفًا من الجمعة، فاجتزنا بسور دار إسحاق بن إبراهيم، وله فيءٌ، فجعلتُ أزاحم بشرًا إلى الفيء، وهو يمشي في الشمس، فقلتُ: والله لأسألنه: أمِن الورع أن يمشي الإنسان في الشمس فيضرّ بنفسه!، فقلتُ له:

- يا أبا نصر!، أنا أضطرك إلى الفيء، وأنت تمشي في الشمس!

فقال مجيبًا:

- هذا في سور فلان!


أكثر ما ندم عليه في هذا اليوم، استحلاله ظل سيارة فلان!




Sunday, July 1, 2012

الأشارب





كُتِبَ أسفلَ عنون القصيدة:

في وهج الشمس، وعند الحدود الأمامية في قطاع غزة، لم يتحمّل الشاعر الحرَّ، فدفعتْ إليه شاعرة كريمة إليه بأشاربها، فاتقى به الشمسَ، ثم أعاده إليها مع بطاقة تحمل هذه الأبيات


 


لم يُذكر التاريخ، ولكن ربما حدثت هذه الحادثة في خمسينات القرن السابق، وإن كان هذا فالشاعر صاحب الديوان كان قد تجاوز الخمسين بقليل، ولم يكن الأشارب بالتأكيد كما نعرفه الآن في طريقة ارتدائه، وإنما كان كما نقلتها لنا الأفلام، التي هي تاريخنا المصوَّر، كان كوشاح للزينة


 



إذن كان شاعرنا واقفًا على الحدود حيث الصحراء والشمس، ورأته «الشاعرة الكريمة»، فتقديرًا لمكانته الأدبية المرموقة حينذاك ناولته أشاربها ليتقي به الشمسَ، ولا أدري بأية طريقة وضعه شاعرنا على رأسه، وهل أمسك بطرفه وحسب أمام جبينه، لا أدري!، ولا أدري هل كانت «الشاعرة الكريمة» مرتديةً نظّارة شمسية كبيرة، مما كانت عليه الموضة وقتذاك أيضًا أم لا!، ولا أفترض هذا الافتراض لأبرر به تنازلها عن الأشارب له، وإنما لأبرر قبوله لهذه اللفتة الكريمة منها وهي الأنثى


 



وأعادَ شاعرنا إليها الأشارب مع بطاقة تحمل الأبيات الثلاثة، ولا أدري هل استحيَ أن ينشدها أبياته، بالتأكيد كانا في جمعٍ من الناس، والهدف الأسمى لهذا التجمع لا يسمح بالغزل والتغزل




أو ربما ضنَّ أن تضيع أبياته في الهواء، والهواء أقل «الكائنات» وفاءً وأكثرهم تقلّبًا، فكتبَ البطاقة كهدية باقيةٍ خالدة!، ثم أن الديوان يذكر في إثر هذه الأبيات الثلاثة، بأن الشاعرة ردّت عليه ببطاقة تحمل أبيات ثلاثة أخرى!، ولا أدري ولم يذكروا، هل كان هذا الرد في ذات الموقف الواحد وهما على الحدود حيث الشمس والحر، أم أرسلت هذه البطاقة أثناء طريق العودة إلى القاهرة على سبيل المثال، فربما كانا معًا في وسيلة مواصلات واحدة!، أم بعدما عادت إلى مدينتها فأرسلت ردّها بالبريد!

 



أميلُ إلى الاحتمال الثاني، فالبداهة تقضي أنه أعاد أشاربها إليها بعد قضاء الحاجة، وهي الوقوف في حر الشمس اللاهبة، والذوق والشاعرية تقضي بأنها أجابته فور تسلمها البطاقة، فتأخر الرد يعتبر في نظر الشاعر عجزًا وعيًّا لا يليق بشعره!، إذن أثناء العودة، وربما قرأ شاعرنا أبياتها وهي أمامه، مَن يدري!، لعله ابتسم!



 




قالت بطاقته:



قل للأشارب إذا أطفتْ بشَعرها
وهويتُ بعدُ لنحرها ولصدرها

فاسكبْ لها شكري!، ألستَ بسرّها
رفّهت من وهجِ السماءِ وحَرّها

وكرمتَ حين نممتَ لي عن عطرها
أسرقتَه من نَشْرِها أو شَعرِها؟



وكان الردّ منها:


قل يا أشارب، أما مررتَ ببحرهِ
ماذا عرفتَ عن المحيطِ وسرّهِ

قد عدتَ لي نشوانَ من دنيا الهوى
فاسقِ الجوانحَ من مُعتّقِ شِعرهِ

وارفق بصدري من توقّد صدرهِ
وارحم فؤادي من تَلهّبِ جمرهِ



 



ذكرتُ منذ سنوات هذا الموقف الشعري على قريبةٍ لي، وقلتُ لها: أيهما أجادَ؟!، قالت بحماس: هي طبعًا!، ولم آخذ قولها باهتمام كبير، لأنني أحب الشاعر !، ولم أرد تفضيل أحد عليه في هذه الفترة!، ولكن، ما أقبح الغلواء!، الإنسان لا يمشي على بساطٍ واحدٍ طوال حياته، سيسيرُ آونةً على الحصى، وآونةٍ على الرمل، وحينًا على الحرير، وحينًا على الأشواك!، فلا مراء في أن «الشاعرة الكريمة» أجادتْ كثيرًا وتناولت بأيديها سماءً لم يطلها شاعرنا، لأنه رأى الأشارب، فجسّده وتخيله عندما لامس شعرها ونحرها وصدرها، وشمّ عطرها، ولم يدر فتسائل أهو عطر ورائحة شَعرها أو هو رائحة جسمها، التي هي النَشْر، ثم شكرها، وانتهت أبياته، لتقرأها الشاعرة الكريمة بعين الشاعرة، أي بعين الإحساس والروح والنفس، فلا تذكر ما تحدثه الحواس الخمس من شم ولمس ورؤية وسمع وتذوق، جاوزت ذلك ونظرت في الأعماق، ولم تر في رحلة الأشارب إليه سوى أنه أحاط بشخصية عظيمة لها قدرها في عالم الشعر، وأطلّ  - دونها -على هذا العالم الرحب من الشعر، فناشدت الأشارب أن يروي لها ما أحسه مما يعتمل في صدر شاعرنا الكبير من هوى ضارم يلهمه روائع قصائده الخالدة



 



في أبياته الثلاثة، آثار أصابع الحر والشمس وأصوات اللهاث، بينما أبياتها الثلاثة حملت رائحة البحر والخمر والهوى



ومَن غير الشعر في إمكانه جمع هذه الروائع معًا :)


Saturday, June 30, 2012

|قالوا| .. رَكّبَ المَرْءُ في القَنَاةِ سِنَانَا




أن اليوم الذي نستطيع أن نحول فيه الجاذبية إلى مغناطيسية، أو نحولها إلى كهرباء، يضع أيدينا على قوة لا نهاية لها، تغنينا عن استخراج الطاقة من الفحم أو النفط أو التيارات المائية أو الذرات، لأن قوة الجذب في الأرض وفي السماء ميسورة في كل مكان.


 أن هذا الهدف بعيد ولكنه قريب الأسباب، قريب إلى المعقول، قريب إلى الأمل المطلوب.      
      
عباس محمود العقاد

# أشياء أود قولها




لهذه الفترة من تاريخ مصر مؤرخون على طرفيْ النقيض، ولكنهما اتفقا في لومها وتنقيصها، بينما الصحافة الساخرة والصفراء زادت في الهجوم عليها إلى درجة بشعة وانتهكت عرضها انتهاكًا!، فالذي كانت تفعله لا أحد يقرّه!

سألتُ أختي عنها اليوم دون مناسبة، فحتى هي قالت فيها رأيًا قبيحًا، قلتُ مِن أين معرفتك بها!، قالت من المسلسل الذائع الذكر!، قلتُ: لم أشاهده ولكنهم فيما يبدو لم يبالغوا!

والنهاية؟!، خرجت من دائرة الأحداث وتحوّلت عنها الأضواء قبيل إسدال الستار، وفي الظل ينصرف الناس عنك!، ولكن في وفاتها عبرة، أبى الله إلا أن تتحول عن دينها الذي كانت عليه، وأبى جبريل إلا أن يضع الطين في فم فرعون فيسكت فلا ينطق بكلمة الإيمان خشيةً من أن تدركه رحمه الله!


كواكبه




هناك مسائلٌ أربعة من الفتاوى أحب الدندنة بإجاباتها بيني وبين نفسي، سألَ سائل الإمام الشعراوي، عن لون سيدنا آدم عليه السلام، فأجاب الإمام: وماذا يهمّك؟!، علمٌ لا ينفع، وجهلٌ لا يضر!، وسأل سائل الشيخ عطية صقر عن الحكم في جاره في الصلاة الذي ينفر من محاولاته لجذبه لتقريب وإقامة الصف، فأجاب الشيخ: ربما أنت المخطئ، لا تجذبه إليك لتلزق قدمك بقدمه!، فالأساس هو محاذاه المناكب والأعناق، وسأل سائل المفتى المغربي رسلان على موقعه على الإنترنت عن كيفية غسل وتكفين الميت، فأجاب المفتى: اذهب إلى خادم المسجد القريب منك، واقرأ عليه السلام وبلّغه سلامي، وقل له عن سؤالك يجبك!، وأرسلت طائفة من الناس سؤالا إلى هيئة علماء الأزهر يقولون فيها أن عالمين من السعودية أتيا إلى بلادهم حديثة الدخول في الإسلام، وقالوا أن مسجدكم بُنيَ فوق مقبرة قديمة فلا يصح الصلاة فيه، ثم يصف السائل له مدى حيرتهم وتخاصمهم إلى أن رأوا أن يجعلوا الأزهر الشريف حكمًا بينهم!؛ كان السؤال طويلا والإجابة موجزة بليغة، فبعد الصلاة والسلام على النبي الكريم، وحمد لله، وبعد أما بعد!، فأن النبي عليه الصلاة والسلم قال: «جُعلت لي الأرض مسجدًا وطهورًا»، صلّوا حيثما شئتم!


قال أحمد شوقي مخاطبًا الأزهر الشريف:

ما ضرّني إن ليس أفقك مطلعي
وعلى كواكبه تعلمتُ السرى



©

الصورة: الشيخ عبد الحليم محمود، جالسٌ بجوار الشيخ: صالح الجعفري


: )



Friday, June 29, 2012

الأراوح المرفرفة في حمى مصر






يا فتيةَ النيل!، هذا النيلُ مستمعٌ
ومصرُ ناظرةٌ، والشرقُ منتظرُ

تلك السنونَ التي ذقتمْ مرارتها
هذا جناها، فطاب الغرسُ والثمرُ
                 
مرّت، وفي كل مصريٍّ لها أثرٌ
إلا اليقينَ، فما فيه لها أثرُ
                  
سيهدمُ الطودُ من يبغيه معتديًا
وليس يُهدم من أركانكم حجرُ

كنانة الله كم أوفت على خطرٍ
ثم استقرّت، وزال الخوفُ والخطرُ

وكم توالت على أبوابها أممٌ
ومصرُ باقيةٌ، والشمسُ والقمرُ


عباس محمود العقاد

|القاموس| .. درس لغة أسبانية


Aumentó en los dientes

الوردة بين أسنانك!، لأن الأوتار ستشغل يدك، ولإنك إذا وضعتَ الوردةَ في عروة الجاكيت فأنك قد اتخذتها زينةً وباتت وردتك، لا قاعدة تحكم الأمر وإنما هي حاجة وضرورة، ضع الوردة بين أسنانك، إلى حين، لتتفرغ لها، ولا تبحث للوردة عن مكانٍ آخر، فأنها في مختتم الوقت ستُهدى إليها، وقد رواها ريق فمك ووقاها من الذبول!، بديلا من قبلةٍ جافة علاها التعب والعرق والإرهاق، فالوردة قبيل إهدائها هي واجهتك المتصدرة ، ولتصمتْ!، فأين فصاحة الكلام من فصاحة الوردة!

Thursday, June 28, 2012

صلة غير واهية






طلبَ مدرسُ الرسم من تلامذته الصغار أن يرسموا في دفاترهم منظرًا طبيعًيا جميلا مما شاهدوه في طريقهم إلى المدرسة، هناكَ مَن رسم زهرة، هناك من رسم شجرة، هناك من رسم سماء زرقاء وطيور مغرّدة، هناك من رسم النيل الخالد، وكان بين التلاميذ شاعرنا «صالح جودت»، الذي حملَ دفتره الصغير أجمل ما رآه خلال يومه: فتاة من أترابه صبيحة الوجه!




©

The picture: Catherine Deneuve


تراب أقدامهم

قرأت كتابًا عن رجال التصوف في مصر، منذ الفتح الإسلامي إلى اليوم، أربعة عشرة قرنًا ابتدأت بأئمة كالنوار كأمثال «عمرو بن العاص» و«عبد الله بن عمرو» و«الليث بن سعد» و«الإمام الشافعي» و«ذي النون المصري» و«النفري» و«ابن عطاء» و«الشاذلي» و«أبي العباس المرسي» و«الدسوقي» و«البدوي» و«البوصيري»، ثم انتهت في القرون الأخيرة بِمَن؟

بأمثال مَن قال فيه مصنف الكتاب:

كان له كرامة ملازمة عجيبة، ذلك أنه كان ينفخ بطنه متى شاء حتى يتعذر عليه الخروج من باب دخله، وقد يقف عليها بقدميه بعض المنكرين فلا تعود لحالتها الطبيعية إلا متى شاء!


هدانا الله!


إن شخصًا بهذه «الكرامة» -التي تطأ قدمُ المنكرِ عليها- لهو جديرٌ بالعمل بهلوانا في سيرك!



Wednesday, June 27, 2012

عشان خاطر الورد







قال:


مرّ النبي صلى الله عليه وسلم بعبد الله بن رواحة وهو يذكر أصحابه فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: أما إنكم الملأ الذين أمرني الله أن أصبر نفسي معكم ثم تلا هذه الآية (واصبر نفسك مع الذين يدعون ربهم بالغداة والعشي) إلى قوله (وكان أمره فرطا)، أما إنه ما جلس عدتكم إلا جلس معهم عدتهم من الملائكة إن سبحوا الله تعالى سبحوه وإن حمدوا الله تعالى حمدوه وإن كبروا الله كبروه ثم يصعدون إلى الرب جل ثناؤه وهو أعلم منهم فيقولون: يا ربنا عبادك سبحوك، فسبحنا!، وكبروك، فكبرنا!، وحمدوك، فحمدنا! فيقول ربنا عز وجل:

- يا ملائكتي أشهدكم أني غفرت لهم!

فيقول ملك من الملائكة:

- يا ربنا إن فيهم فلانا ليس منهم، وإنما جاء لقضاء حاجته

فيقول تعالى:

- هم القومُ لا يَشقى بهم جليسهم!




ثم تابعَ:


فانظر أخا الإسلام رحمني الله وإياك كيف كان ذكرهم لخالقهم ومالك أمرهم سبحانه سببًا في إكرامهم وإكرام جليسهم، حتى ولو لم يكن على شاكلتهم، فإن الله تعالى يكرمه إكرامًا لهم ..


ثم تنحنح (أو خلته قام بذلك)، وقال:


وقيل قديمًا في الأمثال المتداولة على ألسنة العامة من الناس كلامًا يشبه ويوافق هذا المعنى الكريم، لا أجد بأسًَا في إثباته هنا إذ أنه لا يخالف نصوص الشرع، بل يوافقها ويبين معناها، ويوضّح قيمتها، وهو قولهم:

«عشان خاطر الورد ينسقي العليق»

وهو وإن كان كلامًا عاميًا، فإنه كلامٌ طيبٌ يوافق معنى الحديث بل يوافق القرآن الكريم، فقد قال تعالى في هذا المعنى:

وَمَا كَانَ اللّهُ لِيُعَذِّبَهُمْ وَأَنتَ فِيهِمْ




••



يا إلهي!، وكأنه تحرّج من الوقوع في إثم، وتردد وتلجلج وتفكّر، قبل أن يقحم في كلامه كلمةً عامية!


هوّن عليْك!، ليس الأمر والله بهذا السوء!