Sunday, December 21, 2008
آتٍ
Friday, December 19, 2008
توك توك الإسكندرية
Monday, December 15, 2008
رائحة الخشب
أحب أجواء المسرح!، ويوجد فرق بالتأكيد عندما تشعر أن أداء مَن على خشبة المسرح موجه إليك، وحماسهم في الأداء هذه الليلة من أجل إمتاعك أنت ومَن معك في هذا المكان، وهذا لا تشعر به أمام شاشة السينما أو التليفزيون، فهما تطورت السينما ومؤثراتها فأنه يظل للمسرح طعم خاص مميز يحبه الجميع ولا يجدونه في السينما والتليفزيون.
وقالوا: أنك تحتاج لوجود ثلاث أشياء في صالة المسرح، العرض المسرحي المكتوب، والممثلين، والجمهور .. وكلٌ منهم يجب أن يساهم بشيء ما.
والفنان «فؤاد المهندس» قال بأنه رغم تمثيله في عشرات الأفلام إلا أنه لا يحسّ بسحر التمثيل ومذاقه إلا عندما يشم رائحة خشبة المسرح ومواجهة الجمهور، أي أن هذا هو أساس التمثيل، مواجهة النقد وجهًا لوجه ورؤية الأثر سريعا في صيحات الاستهجان أو موجات التصفيق، والمسرح أيضًا يعوّد الممثل المسرحي على النظام والانتظام، فهذا ليس دورًا يؤديه مرة واحدة وإن أخطأ فلا بأس فهناك المونتاج!، لا!، يجب إتباع النظام والتعوّد عليه، والمسرح صعب على الممثل، فهو مطالب بأن يؤدي العمل نفسه كل مرة خلال فترة العرض التي قد تمتد لأشهر، والسحر هنا بأنه مطالب في كل مرة يعتلي فيها خشبة المسرح بان يجعل هذه المرة كأنها المرة الأولى، بنفس حماسها واتقادها.
وفي إحدى مسرحيات «يوسف وهبي» كان هناك دورا ثانويا لشخصية حارس السجن في الفصل الأخير، مهمته أن يقول كلمتين ثم يقتاد الشخص الذي يقوم بدور المحكوم عليه للخارج، ثم يقف بعد ذلك «يوسف وهبي» ويقول خطبة نهائية ثم يغلق الستار؛ والذي حدث في إحدى المرات أن القائم بدور هذا الحارس شعر بالملل فأحب أن يزيد مساحة دوره قليلا جدا، وفعل ذلك مقولة صغيرة من ثلاث كلمات فقط باللهجة الصعيدية قالها وهو يقتاد المحكوم للخارج، إلا أنه بعد فعلته هذه رأى علامات الامتعاض على وجه «يوسف وهبي» وأحس من وراء الستار بأن خطبة «يوسف وهبي» الأخيرة كانت فاترة وأن تصفيق الجمهور عندما نزلت الستارة كان جامدا بلا إعجاب، ورأى «يوسف وهبي» يتجه نحوه ويقول بان هذه هي المرة الأخيرة له وليأخذ أجره المستحق وليخرج للأبد!، لأن من ألف باء الفن المسرحي للممثلين هو Play out the play! بمعنى أخر أن لا تخلط الهزل بالجد وإن كان هذا الجد يعتبر هزلا لدى الآخرين!
Tuesday, December 9, 2008
صلاة العيد في كنيسة القديس بطرس
عيد سعيد، وفرصة لكتابة شيء ما ^_^
بعد وفاة الزعيم سعد زغلول ونشر مذكراته ويومياته التي كان يكتبها بانتظام تقريبا، لاحظ أحدهم شيئا بسيطًا، وهو أن سعد زغلول انقطع في إحدى الأوقات عن إضافة أو تسجيل أي شيء، مع أنه كان هذا الوقت حرًا وليس مسجونًا أو منفيًا مثلا، ثم عندما بدأ مرة أخرى في تدوين يومياته لم يعتذر عن الانقطاع أو يبرر السبب، وعلّق الذي لاحظ ذلك بقوله أن ذلك أكبر دليل على أن هذه المذكرات واليوميات عفوية وغير متكلفة وصادقة إلى حد كبير، لأنه يكتب هذا لنفسه وليس للتاريخ أو لعائلته أو أصدقائه فلا معنى للاعتذار! .. وأصبحت هذه اليوميات مصدر هام وضروري لأي باحث أو مؤرخ يريد أن يعرف ماذا حدث وماذا كان يفكر فيه زعيم الأمة في هذا الوقت!
صعدت، بعد انتهاء خطبة صلاة العيد، لشرفة الدور الأول من عمارة قريبة للغاية من ساحة الصلاة، لأشاهد من أعلى الناس وهم يتحركون في كل تجاه ولأغسل عيني بمشاهدة مرح وجنون الأطفال .. والكبار أيضًا .. لأنه بصدق عند مشاهدتي تدافع الجميع أسفل البالونات المعلقة ومحاولة تحريك الحبال لكي تسقط عليهم، ومشاهدتي أيضًا في طرافة رجلا عجوزا وهو يرفع عصاه الذي يستند عليها لكي يساعد أيضًا في إسقاط البالونات .. عند مشاهدتي لذلك الشغف والتدافع، أتى على بالي فجأة صورة بابا الفاتيكان وهو يطل على الجماهير من شرفة كنسية القديس بطرس ويحرك يداه بمباركاتهم!، نسيت أقول أن أيدي الجميع كانت ممتدة لأعلى في استعداد عن سقوط أي بالونة مما ساعد على استحضاري لصورة البابا ^_^
وكانت أجمل حاجة رأيتها أثناء ذلك هي وجه فتاة جميله جدًا على ذراع والدتها، وهي تنظر لأعلى في سعادة وانبهار لمحاولات إسقاط البالونات! .. كان بريق عينيها كقطرتي ماء فيروزي اللون يريدان أن يسقطا من فرط لمعانهما الجميل، الفتاة الصغيرة كانت أسطورية فعلا بملامحها، أتمنى أن أراها مرة أخرى، وذكرتني بفتاة أخرى في عمرها اسمها (سارة) أو (الأميرة سارو) واستغل هذه المناسبة لأقول بأنني أفتقدها أيضًا وأريد رؤيتها :D
وهرب عجل!، ولا أتحدث عن خبر هروب العجل الذي نشر في جريدة المصري اليوم صباح يوم العيد!، لا!، أنه عجل آخر ^_^
وكان من الطريف أنه استطاع الهرب أثناء تكبيرات صلاة العيد في الركعة الأولى!، أي أن هذا يدل على أنه استطاع أن يخطط عملية الشروع في الهرب بشكل دقيق!، فمن سينتبه له في مثل هذا الوقت! ..
ولكنه من سرعة إعداده لهذه الخطة نسي شيئا هامًا للغاية ( نعم مازلت أتكلم عن العجل!) وهو أنه لم يحسب حسابه أن المخزن التحت أرضي الذي أستطاع التخلص من قيوده فيه، كان يوجد أعلاه ساحة الصلاة الخارجية للسيدات! ..
فلمن كان معنا في هذا اليوم أعلن أن صوت الصراخ الشديد الذي سمعوه أثناء الصلاة، كان سببه هذا العجل .. وليس لأي سبب آخر قد يخطر لكم! ^_^
ويمكنكم النوم لهذه الليلة باطمئنان، فقد تم القبض عليه وإعادته سالمًا إلى حين :)
وأودعكم بلقطة جميلة على اليوتيوب:
وما يقوله د.كوكس في هذا المشهد هو الآتي:
Good God in heaven, Newbie, there are just so very many ways for me to say this to you: Never; not in a million years; absolutely not; no way, Jose; no chance, Lance; niet; negatory; mm-mm; nuh-uh; oh-oh; and of course my own personal favorite of all time, man falling off of a cliff... Noooooo-ooooooo-oooooooo.....Pshhh.
هذا ممتع، وأقوال د.كوكس في هذا المسلسل عجيبة حقًا، وهناك جملة أخرى له في نفس معنى المقولة السابقة وهي:
Any other day I'd say no, but today I'm gonna go ahead and just say No!
على الأقل كان هناك قليلا من الأمل ^_^
هيا الآن عيد سعيد
:)
Thursday, November 20, 2008
خطوات ضبابية 3 - 4
(3)
رأيتُ نفسي كأنني استيقظت من النوم في غرفتي، وكان النور مطفئًا والباب مفتوحًا، فنهضت وخرجت إلى غرفة المعيشة فلم أجد أحدا، فتوجهت نحو غرفة النوم الأخرى فوجدت بابها مغلقًا، ففتحته ورأيت داخل الغرفة عدد من أقاربي الرجال ملتفين في وجوم حول السرير، وكان على السرير ميت مسجى، عيناه مغمضتان والوجه مشدودًا وعليه بريق لامع، وخَطَرَ لي في هذه اللحظة أنني أعرف هذا الميت جيدًا، فهذا جثمان شاعر النيل حافظ إبراهيم!!، لا شك في ذلك .. تلك ملامحه وهذا شاربه الصغير الدقيق!، ثم رفعت نظري من على الجثمان لأرى كل عيون أقاربي مثبتة نحوي، وكأنهم كانوا لا يرغبون في أن أرى هذا المشهد، واستمرت نظراتهم إلىّ مما اضطرني إلى أن أغلق الباب مرة أخرى.
(4)
رأيتُ نفسي كأنني أسير في إحدى شوارع المدينة الواسعة، وكان برفقتي رجل عملاق لا أعرفه يفوقني طولا كثيرًا، ولكن كان من الغريب أنني لم أشعر بفارق الطول الرهيب بيننا، فأنني لم أكن أواجه صعوبة في الحديث معه ونحن نقطع شوارع المدينة معا، وكان الوقت صباحا والسماء صافية، ثم فجأة شعر الرجل العملاق بألم شديد وسقط على الأرض بجانبي، وأحسست عندها لأول مرة أنني قزمًا للغاية بجانب جسمه الممدد على الطريق، فتسلقت فوق صدره وضربت قلبه بكلتا يديّ عدة مرات في جزع، قبل أن يستفيق قليلا ويفتح عينيه في بطء، ثم تحامل لكي يقف وهو ينظر لي نظرة امتنان!
---
لمعرفة معنى هذه السلسلة راجع هذه التدوينة
Wednesday, November 19, 2008
حاسة سادسة أم صدفة؟
اعتذار
أشعر أنني قصرت هذا الأسبوع في شأن مدونتي، وكم افتقدت الكتابة فيها جدا، ولكني الآن أمر بتجربة جديدة في حياتي وآمل أن تكون نافعة وأن تستحق الكتابة عنها ذات يوم .. وعذرًا :)
حاسة سادسة!
بعد منتصف الليل بقليل، وقبل أن أبدأ في صعود كوبري المشاة الذي يفصل بين المنطقة التي أنا فيها الآن وبين بيتي، أتى لي يقين بأنني سأقابل على الكوبري فلانا، وكان لا أحد على مرمى البصر أمامي في هذا الوقت والشارع هادئ إلا من إضاءة خافتة تأتي من بعيد من أحد أعمدة النور المتناثرة.
ومن الغريب أن هذا الشخص بعينه لا أعرفه معرفة تامة ولم أقابله سوى بضع مرات قليلة، ثم أنه في العقد الخامس في عمره وأنا مازلت في الثاني!، فلم تكن مقابلته ضرورية لي ولم أملك ما قد أقوله له.
قلت ذلك لنفسي عند صعودي درجات سلم الكوبري واجتزت وحيدًا ممر الكوبري قبل أن أبدأ الهبوط من الجانب الآخر في شرود معتاد، ثم لاحظت عن بدء نزولي بيد هذا الشخص تمتد مصافحة لي وتخرجني من حالة شرودي لانتبه له فلولا أنه لاحظني عند نزولي السلالم وصعوده هو من نفس الناحية ومدّ يديه للسلام لما كنت رأيته، ولن أكلمكم عن حالة الدهشة التي نجحت في إخفائها وأنا أصافحه، ففي هذا الوقت المتأخر لم يكن على الكوبري أحد غيري وغيره، ومن الغريب مرة أخرى أن الحوار الذي دار بيننا في هذا الوقت يعتبر أطول حوار متصل تبادلته معه، وطالت وقفتنا، فشكرا لك يا فلان فقد كنت بحاجة لمثل هذا اللقاء.
أو صدفة!
قلت فجأة :
- لا أعرف ماذا يعني اسم «ميرا» !!
قالت أمي :
- «ميرا»؟!
- نعم!
قالت:
- حسنًا!، بهذه المناسبة .. حفل زفاف «ميرا» هذا المساء!
---
ماذا يعني هذا الكلام؟، يعني أنني فجأة نطقت باسم «ميرا» أمام والدتي وقلت أنني لا أعرف عما يدل هذا الاسم، و«ميرا» الوحيدة التي أعرفها كانت معي في مدرستي الابتدائية وفي نفس الفصل، وأتذكر أنني كنت لا أحبها لأن أمي كانت تستخدمها دائما للتجسس عليَّ وخاصة أنها تعرف والدتها كصديقة!
فالصدفة هنا أنني ذكرت اسمها مع أنني لم أقابلها منذ أيام المدرسة وعندما تذكرتها فجأة كان هذا يوم زفافها
معلومة عرفتها الآن .. ميرا هو اسم لإحدى النجوم الحمراء العملاقة وصورته في أعلى هذه التدوينة
العلم نور :)
Wednesday, November 12, 2008
طفلة
Saturday, November 8, 2008
جاري .. ذلك المجهول
المدينة قاسية .. بمبانيها المرتفعة وشرفاتها الخالية أغلب الوقت، فالجميع في الداخل، هناك من يشاهد التليفزيون، هناك من يتحدث في الهاتف، وهناك من يجلس أمام شاشة الكمبيوتر الآن .. مثلي ومثلك!.
عندما كنت صغيرًا وعند شعوري بالملل الشديد، أخرج إلى الشرفة وأجري سباقًا خياليا بسيطًا بين كل ناصية من نواصي الشارع المقيم به، فالناصية الفائزة هي التي سيجتازها أكثر عدد من الأشخاص في وقت معين، فمرور الرجل أو السيدة بمفرده له خمس نقاط ومرور رجلين أو سيدتين معًا له عشر نقاط، ومرور شخص على دراجة له عدد آخر من الدرجات، وهكذا إلى أن ينتهي الوقت المحدد وتعيين الفائز!، ولكن كان هناك تحيّز، فعندما كنت أقيم هذا السباق الخيالي وأمي أو أبي بالخارج، فأن مجيئهما من أي ناصية كان كفيل بإنهاء السباق وإعلان فوز هذه الناصية بالسباق حتى وإن لم يجتازها خلال الوقت المحدد أحد غير أبي أو أمي! ^_^
وكذلك أيضًا عندما كنت أركب وسيلة مواصلات ما لمكان بعيد تطول خلاله المسافة، مثل المصيف مثلا، أعتدت أن أتخيل شخصية كارتونية على لوح تزحلق خشبي وهي تجتاز في رشاقة السيارات التي حولي وتجتاز بدون تصادم أعمدة النور والنخيل والأشجار والأشخاص، كل ذلك لكي يمكنها أن تلحق بالعربة أو بالأتوبيس الذي أركبه، وعدم فقد أثري، كل ذلك وهي تقوم بحركات بهلوانية بلوح التزحلق أثناء محاولتها اللحاق بي!
قلت أن المدينة قاسية، صح؟، إذن دعوني أكررها مرة أخرى، المدينة قاسية!، وجيراننا نجهلهم، ولا أقصد بذلك جيراننا المقيمين في نفس بنايتنا فقط، ولكن أقصد الآخرين، هذا تقصير منّي، وهذه المشاهدات البسيطة هي محاولات لأن أتذكر عادات جيراني الذين لا أعرفهم!
وحاول!، فستلاحظ أن هناك عادات صغيرة لهم تتكرر من حولك، أشخاص تراهم هنا وهناك وهم يكررون عاداتهم اليومية الصغيرة .. في شارعك .. بالقرب منك .. أثناء ذهابك للصلاة .. لشراء احتياجاتك .. هذه دعوة لك لمحاولة تدوين عادات جيرانك .. ولتستكشف ذلك المجهول معي.
وكعادتي في عالم التجزئة والسلاسل! ^_^، سأدون ما أراه أو أتذكره من تلك العادات تحت عنوان ثابت وبسيط \\جيران وعادات\\
انتظرونا، مع أني لم أكتب شيء بعد، وآه وبهذه المناسبة .. أخيرًا عملت حكاية التصنيفات لكل موضوع، وأضفت قائمة التصنيفات على الجانب لتسهيل الوصول (قال يعني ممكن حد يتوه في مدونتي من كثرة مواضيعها ^_^ )
واممم مش بحب اكتب موضعين في يوم واحد ولكن هذا ليس موضوع، إنه إعلان كما ترون :D
ونقطة أخرى، صدقا لا أعرف ما الرابط العجيب بين مقدمة الموضوع وبين نهايته!، هكذا حدث الأمر!
عن يوم الجمعة 1
Thursday, November 6, 2008
اللص والكلاب
Thursday, October 30, 2008
عندما يتخيل العقاد
«عباس محمود العقاد»، انطق هذا الاسم الآن!، ألم تحس بالرهبة!، لا يهم إن لم تكن تعرف الشخصية من قبل، يكفيك النظر إلى الشارع المسمّى باسمه، شارع طويل على جانبيه تتكدس عشرات المحلات بما تحتويه من آلاف السلع، وآلاف السائرين ليلا ونهارًا، وآلاف الرغبات.
وهو أيضًا مثل هذا الشارع طويل مهيب ويحمل آلاف الآلاف من المعلومات والمعرفة، ويقرأ الملايين كتبه التي مازالت طبعاتها تتوالي، ويجدون جميعًا في كتبه ما يريدون على اختلاف أهوائهم، فهذا الرجل عملاق ولا أجد كلمة أخرى يمكنها أن تختصر حياته الحافلة غيرها!
هذا الرجل قد يمتعك جدًا ويفيدك جدًا عند قراءتك لفلسفته .. لنقده .. لتحليله .. ليومياته .. لمقالاته .. لدراساته الإسلامية والأدبية والتاريخية .. لترجماته .. لشعره .. لقصصه الصغيرة .. لسارته!، أي روايته الوحيدة التي كتبها باسم «سارة»!
وكما ترى فالمزيج الذي بأعلى هو مزج بين النوع العقلي والنوع الخيالي، فطبيعي أن يحدث خلط بينهما أحيانًا، وحدث هذا الخلط لدى العقاد في إحدى مقالات كتابه «الإسلام دعوة عالمية»، ففي هذا المقال العجيب تناول العقاد فكرة للأديب الروسي «ديستوفيسكي» قالها في روايته «الإخوة كرامزوف» وهي عن عودة السيد المسيح عليه السلام للأرض وأخذه في وعظ الشعب والتبشير بالملكوت، إلى أن انتهى الوقف بطلب رجال الدين المسيحي من المسيح أن يرحل من مدينتهم وإلا سيضطرون لصلبه مرة أخرى!، لأن الناس أصبحت تستمع إليه وإلى عظاته وحده وأصبح لا أحد يأتيهم!.
هذه هي الفكرة التي تخيلها الأديب الروسي، فماذا فعل العقاد؟!، طبيعي أنه تساءل وقال: وماذا لو عاد محمد عليه السلام مرة أخرى للأرض في هذا الزمان!، ماذا قد يحدث!
تعالوا نرى كيف أجاب العقاد على هذا السؤال الافتراضي ..
قال العقاد أن الرسول الكريم إذا عاد إلى الأرض فترة قصيرة من الزمان فأنه – أي العقاد – سيكتفي بسؤاله عن خمس مسائل فقط، كما قال، فلا لجاجة ولا اختلاط ولا حاجة إلى الاجتهاد والتأويل من مجتهد أو مقلد، وما أشبه الاجتهاد والتقليد في هذا الزمان!، ما سبق هو كلام العقاد.
أما هذه الخمس مسائل فهي ..
مسألة الأحاديث النبوية .. مسألة الروايات في قراءة القرآن المجيد .. مسألة الخلافة والملك .. مسألة الرسالة والنبوة بعد خاتم المرسلين .. ومسألة المذاهب الاجتماعية الحديثة وحكم الإسلام عليها وقول نبي الإسلام فيها!
حتى هنا والكلام جميل، ولكن كيف التطبيق!، ثم أخذ في تفصيل كل مسألة، فالمسألة الأولى يقول فيها "وكلمة واحدة من فمه الشريف عليه السلام ترد الأمور جميعها إلى نصابها: "لم أقل هذه الأحاديث"، وينتهي القال والقيل ويبطل الخلاف والجدال، ويبطل معهما بلاء أولئك المحدثين الذين يستندون إلى الحديث الكاذب في التضليل وترويج الأباطيل"
يا ليت ذلك!، ولكن مرة أخرى كيف، أن الأحاديث النبوية المتكدسة داخل كتب الصحاح والسنن والأحكام وكتب السيرة والتاريخ، تقدر بآلاف الآلاف، كيف يمكن أن يتسع وقت أحد في تلك الـ«فترة القصيرة من الزمان» لبيان الرأي الفاصل في تلك الأحاديث كلها، بالتأكيد الأستاذ العقاد يدرك هذا وإنما أسرف في التخيل.
أما في باقي المسائل فقد يتسع الوقت لها، وهي في رأي العقاد تتمحور حول إبداء الرسول الكريم الرأي حول نظام الاشتراكية فقط!، وأن يسجل بصوته الشريف القرآن الكريم كاملا ليحل بذلك وللأبد حكاية تعدد الروايات القرآنية!
ولا ينسى الأستاذ عباس العقاد أن يقول أنه عند معرفة إجابات هذه المسائل الخمس فأنه سيأتي على «الهامش»! سؤال الرسول عليه السلام أسئلة عن ترجمة القرآن وعن حقوق المرأة وعن الفتاوى المختلفة وعن أحاديث شتّى مما يتحدث عنه الصحفيون وأشباه الصحفيين!، هذا ما قاله.
يا إلهي!، سيكون يومًا مرهقًا للغاية!