Wednesday, March 30, 2016

دخول مختلس



دخول مختلس
        

(1)
ما السرُّ في المرآةِ كي تخبئهْ
ما السرُّ في إطارِها المنوَّرِ؟
ما السرُّ في كرسيِّها العاليْ ..
وفي مائدةِ التزيينْ؟!
          
 (2)
ودَخَلَتْ خُلْسَةْ
ولم يكن ثَمَّ أحدْ ..
جميعهمْ في قاعةِ العرضِ يمثّلونْ:
"أكونُ .. لا أكونْ؟"
وتركوا المرايا،
مِن خلفهمْ،
كأنها سبايا

(3)
تَلألأتْ في ثَوْبِها الجميلْ
وأرسلتْهُ شَعْرَها الطويلْ
وحدّقتْ في صفحةِ المرآةْ
وزَمّتِ الشفاه
أوڤيليا في مصابها النبيلْ
تبتدئُ المأساةْ!




مارس
2016

Monday, March 28, 2016

مرثية الفارس


مرثية الفارس



خُوذَةُ الفارسِ المتقدّمِ أسفلَ سَيْلِ السهامْ
وانبعاجُ جوانبها تحتَ وقع الحسامْ
والرداءُ الممزّقُ في موضعِ القَلْبِ ..
والدرعُ، ما فيه فضلٌ لثقبٍ جديدٍ ..
وما في استطاعتهِ – بَعْدُ – دفعَ الحِمامْ
وسَيْفٌ لُقًى .. قد أملَّ المُقامْ ..     
بعدَ أن عاقَرَ الهَوْلَ جامًا فجامْ        
خالدُ بنِ الوليدِ يموتُ، هنا، كالحِمارْ
تحتَ ظلِّ جدارْ
ذاكَ مَن ساوَرَ الخَصْمَ حينَ الغمارْ
وتسلّلَ كالجِنِّ عندَ اشتدادِ الحصارْ
واستباحَ ذِمارْ
خالدُ بنِ الوليدِ يَبوخُ هنا
مثلما باختِ النارُ عندَ طلوعِ النهارْ
ها هوَ رأسهُ فوقَ لينِ الوسادِ ..
يمدُّ مسامعهُ علّها تلتقي بنداءِ النفيرِ
يمدّ مسامعه خارجَ الدارِ ..
كَيْ يلقط الهمسَ في موضعهْ
"خالدَ بنِ الوليدِ، اقْدِمِ!"
علّها الموقعة!
علّه يمسكُ السيفَ والدرعَ في المعمعةْ!
علّه يَضعُ الخُوذَةَ الباليةْ .. مرّةً ثانيةْ
ويضمُّ الرداءَ على عاتقيْهِ ..
 ويَوْسَعُ باليدِّ ذا المَزْقَ في موضعِ القلبِ ..
إذْ رُبّما ..!!
هل توهّمَ ذا الصوت، أو لا؟!، ولكنّما ..
كَفَى بالمَوْتِ عَارْ
لمَنْ سار هذا المسار!

يُنْقشُ الآنَ في شاهدِ القبْرِ هذا الشعار:
"تحت هذا الثرى فارسٌ
لا يُشَقُّ له، في الحروبِ، غُبارْ
عاشَ ما عاشَ تحتَ ظلالِ السيوفِ
وماتَ .. كما ماتَ يومًا حِمارْ"

فيا أعْيُنَ الجُبناءِ ..
حَذَارْ!

                  
مارس
2016




Friday, March 25, 2016

19 أبريل 1013م

19 أبريل 1013م
                
وإنَّ قرطبةَ الفيحاءَ مُذ عَبَرَتْ
جحافلُ البَرْبَرِ المشنوءُ حاديها ..
استبدلتْ بقَمَاري الدَّوْحِ: أَغْرِبةً
تدوّمتْ حَلَقاتٍ في نواحيها
واستعبرتْ من نَعِيقٍ صَارِخٍ حَرِدٍ
تسمّعتْ في صَداهِ: صَوْتَ ناعيها
حنّتْ إلى «الناصر» المنصور صارمهُ
واسترحمتْ قبرَه كَيْما يُلبِّيها ..
مَن كان في ظلمات الدهر يَنصرها
وكان في غُرَرِ الأيام يَبنيها
أجابها الصمتُ، فاستخذتْ عزائمُها
واستقبلتْ في ثياب الخوف مُرديها
لا يعرف القهرَ إلا مَن يكابده
ولا المرارةَ إلا مَن يعانيها
لَكِنَّ ناصرَها تحت الثرى يَقِظٌ
كم أرسلَ الشوقَ ولهانًا لواديها
والموتُ بعضُ حياةِ المرءِ، مرحلةٌ
وإنما تُكتَمُ الأفواهُ تمويها
وقال في صمتهِ: يا أرضَ قرطبةٍ
تيهي بماضيكِ واستعلي بهِ تيها
شُجَيْرةُ اللهِ في الدنيا، لقد ثبتتْ
جذورها في الثرى حينًا بأهليها
فإنْ أصابَ البـِلَى يومًا خلائفَنا
فإنَّ أسلافهمْ مِنّا تُفدِّيها

مارس

2016