Monday, March 28, 2016

مرثية الفارس


مرثية الفارس



خُوذَةُ الفارسِ المتقدّمِ أسفلَ سَيْلِ السهامْ
وانبعاجُ جوانبها تحتَ وقع الحسامْ
والرداءُ الممزّقُ في موضعِ القَلْبِ ..
والدرعُ، ما فيه فضلٌ لثقبٍ جديدٍ ..
وما في استطاعتهِ – بَعْدُ – دفعَ الحِمامْ
وسَيْفٌ لُقًى .. قد أملَّ المُقامْ ..     
بعدَ أن عاقَرَ الهَوْلَ جامًا فجامْ        
خالدُ بنِ الوليدِ يموتُ، هنا، كالحِمارْ
تحتَ ظلِّ جدارْ
ذاكَ مَن ساوَرَ الخَصْمَ حينَ الغمارْ
وتسلّلَ كالجِنِّ عندَ اشتدادِ الحصارْ
واستباحَ ذِمارْ
خالدُ بنِ الوليدِ يَبوخُ هنا
مثلما باختِ النارُ عندَ طلوعِ النهارْ
ها هوَ رأسهُ فوقَ لينِ الوسادِ ..
يمدُّ مسامعهُ علّها تلتقي بنداءِ النفيرِ
يمدّ مسامعه خارجَ الدارِ ..
كَيْ يلقط الهمسَ في موضعهْ
"خالدَ بنِ الوليدِ، اقْدِمِ!"
علّها الموقعة!
علّه يمسكُ السيفَ والدرعَ في المعمعةْ!
علّه يَضعُ الخُوذَةَ الباليةْ .. مرّةً ثانيةْ
ويضمُّ الرداءَ على عاتقيْهِ ..
 ويَوْسَعُ باليدِّ ذا المَزْقَ في موضعِ القلبِ ..
إذْ رُبّما ..!!
هل توهّمَ ذا الصوت، أو لا؟!، ولكنّما ..
كَفَى بالمَوْتِ عَارْ
لمَنْ سار هذا المسار!

يُنْقشُ الآنَ في شاهدِ القبْرِ هذا الشعار:
"تحت هذا الثرى فارسٌ
لا يُشَقُّ له، في الحروبِ، غُبارْ
عاشَ ما عاشَ تحتَ ظلالِ السيوفِ
وماتَ .. كما ماتَ يومًا حِمارْ"

فيا أعْيُنَ الجُبناءِ ..
حَذَارْ!

                  
مارس
2016




No comments: