Sunday, September 25, 2011

أغدا كلنا تراب؟


ما أشبه اليوم بالبارحة، عام 1910 كان المذنب هو (هالي)، وفي 2011 أصبح (إيلينين)، ولغط أناس حول الأمر وتوقعوا أن تأتي نهاية العالم عند اصطدامه بالأرض وأخذوا الأهبة لذلك، ولكن رغم كل شيء فالأمر مسلي كثيرًا، خاصة قراءة كل هذه السخرية عن خبر نهاية العالم على التويتر والفيسبوك، وبالتأكيد حدثت هذه السخرية المرة من نهاية العالم عام 1910 في مصر على القهاوي والندوات، كأن مثلا نهاية العالم هي السبيل الوحيد كي تتحرر مصر من الاحتلال الإنجليزي!

لا أدري لمَ كل هذا الكلام وأنا على وشك النوم ولا أجد في نفسي قدرة على التركيز، فسأدعكم مع قصيدة إسماعيل صبري التي قالها عام 1910، عندما كثرت الأحاديث حول نهاية العالم، فبعقلية الشاعر أعجبه الأمر جدًا وتمنى أن تأتي نهاية العالم حقًا على إثر ظهور مذنب هالي في السماء، لأن الفساد وانحلال الأخلاق وصل للركب، وذلك في العام 1910، فيقول:

أَغداً  تَستَوي  الأنوفُ  فلا يَنظُرُ قومٌ قوماً على الأَرض  شزرا
أغداً   كلُّنا   ترابٌ  ولا مُلكَ  خلاف  الترابِ  برّاً  وَبحرا
أغدا   يُصبحُ الصِراعُ عناقاً في الهَيولى وَيُصبحُ العَبدُ حُرّا
إن يكُن ما يقولون يا نجمُ فاصدَع بِالذي قد أُمِرتَ حُيّيت عشرا

كانت قصيدة رائعة، وقد أثارت القصيدة – كما يقول محقق الديوان – إعجاب كثير من جمهرة الأدباء وأعلامهم، وبعث إليه المرحوم الشيخ عبد الكريم سلمان برسالة يقول فيه:

صديقي القديم ..
قرأت شعرك في مذنب هالي، وتمنيت لو صحّت فراستك فيه، ولكني خفت على شعرك هذا أن يهلك مع الهالكين، لهذا أحببت ألا يصحّ حدثك ولو تعبت وشقيت بقية الحياة!

الطريف إنه تعب وشقى بعد ذلك!، لم تكن نهاية العالم وعاشت قصيدته، ولكن الشاعر بعد ذلك أصيب في حادثة قطار إصابة خطرة أثّرت على دماغه بعد ذلك، ثم توفى بعدها بسنوات بذبحة صدرية، وها هو العالم حتى هذه اللحظات ظل محافظًا على قصيدته من الهلاك، ومذكرًا بها كوثيقة خالدة لا تبلي حروفها أو تتقادم بفعل الزمن!

القصيدة كاملة من هنا:
http://www.poetsgate.com/poem_6012.html

إلى الملتقى 
:P