Thursday, October 23, 2008

ابتسامات بلا فائدة


 


أبتسم دائمًا عند مروري بجوار مكتب تذاكر «الخطوط الجوية التشيكية»، فهناك على الواجهة الزجاجية ورقة كُتب عليها فقط «لا توجد بلاد عربية»، وأتجاهل عن عمد ما يقصدونه من عدم توافر رحلات للدول العربية، وأسرح بخيالي .. وأبتسم!


 


سألت بصدق عن سبب الانضباط والرقابة في المترو فيما يختص بعدم دخول الرجال عربات السيدات المحددة، ثم عند ساعات الليل المتأخرة يتم التساهل والتجاوز في هذا الأمر في عربة السيدات الوحيدة المتبقية، فكانت الإجابة أن هذا ليس إهمالا منهم وإنما هو مراعاة ووجهة نظر منهم لروح القانون، فالسيدة التي تعود لبيتها في تلك الساعات المتأخرة، غالبًا ما يكون معها زوجها أو والدها أو ابنها الذي لا يسمح له بالركوب في العربة الوحيدة المتبقية معها، لذا فهي في هذه الحالة لن تركب عربة السيدات وستفضل الجلوس في أي عربة أخرى لكي تشعر بالأمان مع الرجل الذي معها، فغضضنا البصر عن مَن يركب في عربة السيدات في ذلك الوقت، وشددنا الرقابة أثناء فترة ذهابهن للعمل صباحًا وعودتهن منه عصرًا، فهززت رأسي وابتسمت!


 


ابتسمت عندما قرأت الرأي الشائع أن أطفال هذا العصر أذكياء بدرجة تفوق الجيل السابق، ثم قرأت في كتاب آخر قصة إحدى رجال الفقه الإسلامي وسيرته التي تقول أنه طلب العلم طفلا وأخذ قسط وافر من اللغة والأدب والحديث والقرآن قبل أن يبلغ سن الشباب!، فدارت الفكرتين برأيي وابتسمت!


 


ابتسمت عندما قرأت هذه الحكمة الصينية القديمة التي تقول «إذا كان القلب نقيًا، كان الخلق كريمًا، وإذا كان الخلق كريمًا كان ثمّة انسجام في البيت، وإذا توافر الانسجام في البيت كان هناك نظام في الدولة، وإذا توافر النظام في الدولة ساد السلام في العالم»، تعجبني حكمة رهبان الهيمالايا!


توقفت عند هذه الصفحة وتذكرت الآية التي تقول «فاتقوا الله وأصلحوا ذات بينكم»، وإعجاز هذه الآية يتمثل في تضمين ثلاث معاني في جملة واحدة وهي «وأصلحوا ذات بينكم» فهي كما يقول الأستاذ النابلسي تتضمن ثلاثة إرشادات إلهية وهي أولاً أصلح نفسك التي بين جنبيك داخلياً، ثم أصلح ما بينك وبين الآخرين، فهذه علاقة أنت أحد أطرافها، ثم أصلح ما بين شخصين


فقلت: أصلح نفسك .. تصلح الآخرين، وقلبت الصفحة وأنا أبتسم!


 


 

3 comments:

fofa said...

احسنت بجد
جميل اوي كل الحاجات اللي ذكرتها
وقليل اوي لما تلفت نظرنا
بس هي فعلا ابتسامات بلا فائدة
عنوان جميل اوي

Rehab said...

:d
و أنا ابتسمت حين قرأت المقال:d
لانك عرضت الموضوع بطريقة أميها الهرم:d
من مواقف مجتمعات او مؤسسات من أخرى
ثم الى مواقف أنا تقريبا من نفس المرحلة العمرية
ثم الى أخرين من مراحل عمرية مختلفة
و انتهيت الى الفرد ..لبنة كل هذا
العرض رائع ..و الاسلوب كذلك:d
تحياتى

أحمد فضيض said...

@ fofa

العنوان جه في الوقت بدل الضائع، فأنا غيرته في آخر لحظة من (أبتسم عندما) إلى العنوان الحالي
والحمد لله أنه عجبك :D
وشكرًا ليكي

@rehab

لم أنتبه لهذا الهرم إلا من كلامك !

شكرًا بصدق لأن هذا لفت انتباهك وكذلك انتباهي الآن

أسعدني وأفادني مرورك ولكِ تحياتي :)