Thursday, June 9, 2011

الانفجار الكبير


كان جسمانا مكانًا واحدا ..
يعبرُ النهرُ الشماليُّ إلى النهرِ الجنوبيِّ
فلا يزعجه سدٌ
ولا يُسأل: أينْ
!


يمكثُ النهرُ الشماليُّ لديه بعضَ شهرٍ
يشربان الشاي والبيبسي وأنصاف الكلامْ

ويقولان كلامًا طيبًا ..
ويمطّانِ السلامْ


..


كانت الأشجار في الجزءِ الشماليِّ، إذا ..
جفّت الأنهارُ في الجزءِ الجنوبيِّ،
تذوبْ


فجذورُ الشجرِ الأخضرِ في أرضِ الشمالْ
هِيَ ..
 – منذَ المهدِ –
تمتدُّ إلى أرضِ الجنوبْ


..


وأتى العصرُ الجليديُّ ..
وكنّا آخرَ أثنين بأرضِ العشقِ ..
يا ربي الرحيمْ

كانت الأنهارُ من شهدٍ ومن خمرٍ ..
وها ما عادت الأنهارُ، وانفضَّ النعيمْ

..

فلماذا ..
- بعد أن كنّا بخيرٍ –
مشيتْ في أرضنا السمراءِ .. آلافُ الزلازلْ
وملايين القبورْ


ولماذا ..
طلعتْ في جسمنا الطاهرِ .. هاتيكَ البثورْ


ولماذا ..
خاصمَ النهرُ الشماليُّ .. الجنوبيَّ
وألقى في مجاريهِ التماسيحَ ..
وأشلاءَ الجسورْ


ولماذا ..
نُزعَ الإيمان منّا، كي نرى ..
أن ما يفعله الربُّ بنا، ظلمًا وجورْ


..


كان جسمانا مكانًا واحدًا..
ومناخانا مناخًا واحدًا ..
ومواقتيكِ مثلي دائمًا ..


فلماذا ..
- بعد أن كنّا بخيرٍ –
قطع الدهرُ هوانا .. قطعتيْن


ولماذا ..
صرنا – في غمضةِ عيْنٍ –
قارتيْن
!


يونيه 2011

No comments: