ترتيب .. تنظيف

جرائد مصفرّة يعود تاريخها إلى سنوات خلت، ولا أتذكر لِمَ احتفظت بها!، عشرات من تذاكر الموصلات العامة لم تطاوعني يدي على تمزيقها والتخلص منها!، عملات معدنية قديمة لم أعد أنظر إلى وجوههن وظهورهن منذ سنوات!، أقلام رصاص صغيرة لم تعد تصلح لشيءٍ، قصاصة صغيرة أهداها لي صديق كتب عليها (إني أحبك أكثر من أخي!)، ثمانية بطاقات صغيرة لعناوين عدد من المكتبات، ولم أتصل يومًا بالرقم المدوّن عليهنَّ، صورة لـ يوسف، الذي لن أراه لسنةٍ أخرى قادمة، صورة لـ أيمن، صديقي العزيز الذي لم أره منذ ثلاث سنوات أو يزيدون، مع أنه لا تفصلنا إلا (ثلث ساعة مشي!)، قصاصات أعدت عليها كتابة عدد من رسائل الهاتف الإلكترونية التي تلقيّتها، وأحببت أن تعيش كلماتها معي خارج الفضاء الإلكتروني ونقاط البيكسل!، مفكّرة أتخدتها زمنًا، وملأتها خواطرًا لم تر النور قط!، قصاصة صغيرة من الورق كتبتها إلى نفسي تقول (احترس من فلان، فإنه لا يريد إلا شرًا بك أو سخرية منك!)، والآن أفتقد هذا الـ فلان كثيرًا، ولقاءتنا المتفرقة أصبحت تتسم بودٍ دافئٍ، رسالة ثناء ضمنت معانٍ فوق قدري، أعطاني إياها صاحبها مع كتابٍ لم أقرأه إلى الآن!، قصاصات عليها وصف للوصول إلى مكانٍ ما، أحاول جاهدًا تذكر ماذا كان .. فأخفق!، خطابٌ مِن صديق يقول فيه رد على رسالة منّي: لا يهمني إن كانوا شارفوا على أعمال البناء في المسجد أو لا، قل لي أخبارك أنت!، ووريقات أخرى أعرف يقينا ما بها، ولا أريد فضّها لأن الجرح مازال ينكئ!